“المقاتل”.. “المحارب”.. صفتان أصبحتا لصيقتان بنجم المنتخب المغربي، نورالدين أمرابط، الذي سطع نجمه في السنوات الأخيرة، بفضل الروح القتاية العالية التي يبديها داخل الملعب كلما حمل القميص الوطني في المباريات القارية والودية، آخرها مباراة أمس التي جمعت منتخب “الأسود” بنظيره الجنوب الإفريقي في إطار نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر. نور الدين أمرابط، جناح هجوم المنتخب الوطني المغربي والنصر السعودي وأحد أهم ركائزه الأساسية، ازداد سنة 1987 في مدينة “ناردن” الهولندية، من أبوين مغربيين ينحدران من جماعة بن الطيب التابعة لقبيلة آيت أوليشك في إقليمالناظور، فرغم الابتعاد عن أرض الوطن والعيش في أحضان الغربة، إلا أن أمرابط أو “المقاتل” كما تسميه الجماهير المغربية تشبث بوطنيته وقرر تمثيل المنتخب المغربي عوض المنتخب الهولندي. بداية أمرابط لم تكن كما يريد بعدما تخلى نادي “أياكس أمستردم” عن خدماته وهو في سن 13، بسبب مرض أوزغود شلاتر (توقف النمو) ليقرر ممارسة مِهن مختلفة قام بغسل الأطباق وصنع الحلويات، لكن في سن 15 ستكون الانطلاقة الحقيقية للاعب بعدما انتقل لنادي “زاودفوخلس” الممارس في قسم الهواة، والذي تألق معه لينتقل بعد موسم واحد فقط إلى فريق “أس في هاوزن”، ليصبح أحسن لاعب في الفريق. وفي سن 19 سنة سينتقل إلى فريق “ف سي أمني وورلد”، وفي أول موسم له سجل 14 هدفا، حيث أظهر مهاراته الكروية وبعد عام فقط من اللعب مع “أمني وورلد” اكتشفه وتعاقد معه فريق في في في “فنلو” العريق والذي كان يمارس في القسم الممتاز وفي أول موسم معه خاص 33 مباراة ونجح في تسجيل 10 أهداف، ليتم استدعاؤه للعب مع المنتخب الأولمبي لهولندا، وارتفعت أسهم أمرابط بشكل كبير وتوصل بالعديد من العروض الاحترافية من أندية هولندية وأخرى من خارج هولندا. وفي مارس 2008 سينتقل أمرابط إلى أكبر وأعرق الأندية الهولندية ويتعلق الأمر بنادي “بي اس في إندهوفن” والذي دفع 2 مليون أورو من أجل التعاقد مع اللاعب، حيت لعب له ل 4 مواسم لينتقل بعد ذلك لنادي “قيصري سبور” التركي موسم 2011/2012 وخاض معه 38 مباراة نجح في تسجيل 6 أهداف، وفي صيف 2012 سينتقل أمرابط لعملاق الدوري التركي، ويتعلق الأمر بنادي غلطة سراي والذي رصد 6 ملايين أورو من أجل التعاقد مع اللاعب، حيث خاض معه في 3 مواسم 54 مباراة وسجل هدفا واحد فقط، كما تمت إعارته في صيف 2014 لنادي مالقا الإسباني والذي لعب له الموسم الأول كمعار قبل أن يقرر النادي الأندلسي شراء عقده من “غلطة سراي” بعدما دفع 6 ملايين أورو. وتألق أمرابط مع الفريق الأندلسي مما جعل نادي “واتفورد” الإنجليزي في صيف 2016 إلى دفع 8 ملايين أورو لشراء عقده، في أول موسم له في البريمرليغ سيخوض أمرابط 44 مباراة، لكن لم ينجح في تسجيل أي هدف، وفي الموسم الثاني سيتم إعارة اللاعب لنادي ليغانيس الإسباني، حيث بزغ نجم أمرابط من جديد وأصبح من بين أحسن اللاعبين الأجانب في الدوري الإسباني حيث خاض مع الفريق 27 مباراة، وفي صيف 2018 سيتوصل أمرابط بالعديد من العروض الاحترافية لكنه اختار خوض تجربة احترافية خارج أوروبا لينتقل لنادي النصر السعودي في صفقة مالية وصلت ل3 ملايين أورو. مسيرة أمرابط في الملاعب الأوروبية والعربية توجت بفوزه بالعديد من الألقاب من بينها لقبين للدوري وكأس تركيا وكأس السوبر مع “غلطة سراي”، ولقب الدوري الهولندي “مع بي اس” في اندهوفن، ولقب الدوري السعودي مع نادي النصر. حكاية أمرابط مع المنتخب المغربي انطلقت سنة 2011 على يد الناخب الوطني “إريك غيرتس”، حيث استهل مبارياته مع الأسود بودية الكاميرون (كأس LG) على أرضية ملعب مراكش حيث سجل أول أهدافه مع الأسود أيضا، لتتوالى بعدها مشاركاته مع المنتخب، ويكسب ثقة المدربين والجمهور، وبات عنصرا لا محيد عنه في خط الوسط، كما تألق مع المنتخب الأولمبي في الألعاب الأولمبية، بالعاصمة البريطانية لندن، تحت قيادة المدرب الهولندي بيم فيربيك حيث أبان أمرابط أنذاك أنه أكثر اللاعبين المغاربة قتالية وروحًا. وفي سن الثانية والثلاثين سيكون أمرابط على موعد مع المجد الإفريقي، بمشاركته الثالثة وربما الأخيرة في كأس إفريقيا، حيث سيكون مطالبا بتقديم أفضل مستوياته من أجل كتابة إسمه إلى جانب الكبار والتتويج باللقب القاري الغائب عن خزائن الأسود ل 43 سنة.