لا يختلف اثنان في كون نور الدين امرابط يعتبر واحدا من اللاعبين الذين يتمتعون بمؤهلات تقنية وبدنية عالية، فضلا عن سرعته الخارقة التي تتيح له إمكانية اختراق الدفاعات بكثير من الأريحية، مستفيدا من قصر قامته التي تساعده في عملية الانسلال صوب المرمى، وفتح ممرات في الأروقة تمنح الفريق الكثير من الحلول الهجومية. بعد مسار حافل بالعطاء، حط امرابط الرحال خلال الأسبوع المنقضي بمدينة مالقا الإسبانية للالتحاق بفريق إقليم الأندلس لمجاورة مواطنه وصديقه الحمداوي بعد تجارب سابقة بالدوري الهولندي، حيث وقعا معا على شهادة ميلادهما. مجيء امرابط إلى جنوب إسبانيا سبقه الكثير من الترقب داخل أوساط محبي ومكونات الفريق الأندلسي، كيف لا والكل يرغب في أن يكون النجم الجديد منقذ المجموعة من براثن النتائج السلبية التي لازمته وجعلته يحتل مراكز متأخرة في سبورة الترتيب العام للدوري الاسباني في قسمه الممتاز. ساعات قليلة بعد شده الرحال صوب الجارة الشمالية، اجتاز امرابط الفحوصات الطبية وتم تقديمه لوسائل الإعلام وجماهير الفريق بل نجح، خلال الأسبوع ذاته، في الدخول كأساسي في المباراة التي فاز فيها فريقه على اشبيلية بثلاثة أهداف لهدفين برسم منافسات الجولة ال 22 من «ليغا» الاسبانية، وهو ما يؤكد، وبما لا يدع مجالا للشك، أنه بات رقما مهما في التشكيلة التي يعول عليه المدرب الألماني بيرند شوستر. امرابط لم ينتظر الكثير من الوقت لفرض رسمية بفريقه الإسباني الجديد بالقدر الذي لم يتطلب تألقه الكثير من الدقائق بعدما بصم على حضور وازن في أول مباراة يخوضها بقميص» الأزرق الأندلسي» فوق أرضية ملعب لاروزاليدا. التحاق امرابط بفريق مالقا جاء بعد تفكير عميق واقتناع كبير بأنه سيكون بوابته للرجوع إلى سابق تألقه بعد تواريه عن الأنظار خلال الفترة الأخيرة مع فريقه غلطة سراي التركي، وهي الخطوة التي أقدم عليها بعد مباركة زملائه منير الحمداوي وبراهيم أفلاي ورييرا، وهو ما قال بخصوصه لوسائل الإعلام الاسبانية» تلقيت عروضا من ايطاليا وقطر غير أن خطوة مالقا كانت الأنسب بالنسبة إلي، لقد تحدث مع أصدقاء مثل أفلاي والحمداوي ورييرا والحسم في الاختيار لم يكن صعبا، أنا سعيد لكوني حظيت بإمكانية اللعب ضمن فريق مالقا». ازداد امرابط يوم 31 مارس من سنة 1987 بمدينة ناردن الهولندية وهو من أصول ريفية، وتحديدا من جماعة بن الطيب التابعة لقبيلة أيت أوليشك بإقليمالناظور، وكانت بدايته الكروية مع فريق ينتمي إلى بطولة الهواة، ويتعلق الأمر بأس في زاودفوخلس ثم فريق ايندهوفن، الذي لعب له خلال الفترة الممتدة ما بين 2006 و2001 لينتقل بعدها إلى فريق قيصر سبور التركي موسم 2011/2012 وغلطة سراي موسم 2012/2013 وبداية الموسم الجاري قبل الالتحاق بفريق مالقا الاسباني على سبيل إعارة حتى نهاية الموسم. وعلى مستوى المنتخبات، لعب امرابط لمنتخب الأمل الهولندي خلال الفترة الممتدة ما بين 2006و2009 شارك خلالها في 20 مباراة وسجل 4 أهداف قبل أن يحمل القميص الوطني بداية من سنة 2011. وحصد امرابط خلال مساره الكروي العديد من الألقاب بعدما فاز ببطولة الدوري الهولندي سنة 2008 والكأس سنة 2009 رفقة أندهوفن كما فاز بالبطولة التركية سنة 2013 وكأس السوبر التركية سنتي 2012 و2013. مدرب فريق مالق الألماني شوستر خص امرابط بالكثير من الثناء والإشادة عقب نهاية مباراة اشبيلية بفوز مهم، وتابع في تصريح خص به جريدة «ماركا» الاسبانية الواسعة الانتشار قائلا:» مشاركة اللاعب نور الدين امرابط كانت مهمة، رفقته سنحقق العديد من الانتصارات، لقد وقع على حضور مميز بعدما خاض معنا ثلاث حصص إعدادية فقط، إنه لاعب بمقومات كبيرة ويجيد كثيرا الاحتفاظ بالكرة كما يتوفر على سرعة عالية».