خصصت مجلة “جون أفريك” الفرنسية في عددها الأخير، حيزا مهما من أحد أركانها للإشادة بالمدير العام للأمن الوطني ومدير مديرية مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، واصفة إياه ب”الشرطي العظيم لجلالة الملك”. ووسم “البورتريه” عبد اللطيف الحموشي ب”المهنية العالية”، والرجل الذي حظي بثقة الملك محمد السادس بعد اشتغاله في عدد من الملفات الأمنية الحساسة على مستوى ربوع المملكة. ونقلت المجلة عن مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأمن الوطني، بوبكر سبيك، أن عبد اللطيف الحموشي (53 سنة) يمضي نصف يومه بمقر المديرية العامة للأمن الوطني، فيما يمضي ما تبقى منه بمكتبه الآخر بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بمدينة تمارة. وأضاف سبيك أن الحموشي مستمر في ترسيخ ثقافة السرية التي يفرضها عليه منصبه كرئيس للمخابرات، لذلك فهو نادرا ما يوافق على استقبال الصحفيين أو إجراء مقابلة صحفية، لكنه في الوقت نفسه، حسب ذات المتحدث، يضمن بأن تظل الشرطة منفتحة على التواصل. وتابع سبيك قائلا “مع الحموشي، شعارنا هو عدم إخفاء أي شيء عن الرأي العام باستثناء ما يحظره القانون”، وأشار “أنه في السابق، كان مسموحا لنا فقط بمشاركة القليل”. من جهته، قال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في حوار أجراه مع المجلة، إن إشراف الحموشي على المديريتين العامتين (الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني) مكن من التنسيق التام بينهما والرفع من نجاعة عملهما، وأزال أي انقسام، قبل أن يضيف أن “الحموشي نموذج أظهر قدراته دون شك، ما جعل دول أخرى تحسدنا عليه”. وقالت المجلة، في ال”بورتريه”، إن الحموشي، الذي درس القانون في فاس، بدأ مسيرته داخل أروقة وزارة الداخلية منذ عام 1991، واستطاع الحصول على التقدير، بعدما أبان عن قدراته في عمل جد حساس، لتصبح ملفات الإسلام الراديكالي والجماعات المتطرفة في المغرب المفضلة لضابط المخابرات. وأشارات “جون أفريك” إلى أن الآلاف من السجلات التي تم تجميعها ومئات التقارير التي تمت دراستها أو إنشاؤها، سمحت لهذا المحلل “الموهوب”، وفقًا لأولئك الذين عملوا معه، بتسلق سلم الترقيات بسرعة. وكشفت أن الجنرال حميدو العنيكري، بعد تعيينه مديرا للمخابرات المدنية سنة 1999، أي بعد يوم واحد من اعتلاء الملك محمد السادس العرش، اكتشف على الفور عبد اللطيف الحموشي المتخصص في الجماعات الإسلامية والمنظمات الجهادية. ونقلت المجلة الفرنسية عن مسؤول سابق في وزارة الداخلية قوله “عندما كان العنيكري يتحدث إلى كبار المسؤولين ولنظرائه الأجانب، أو حتى إلى بعض الصحفيين، كان عبد اللطيف الحموشي لايزال هناك. إنه يعلم كل شيء عن الشبكات الإرهابية. إنه قادر دائما على أن يسرد أسماء أعضاء خلية ما، وبإعادة رسم مسارهم وعلاقاتهم مع مقاتلي المجموعات الأخرى”. وكشفت أسبوعية “جون أفريك” الفرنسية أن عبد اللطيف الحموشي رفض طلب “جورج تيني”، الذي شغل منصب مدير عام المخابرات الأمريكية (CIA) ما بين سنة 1997 و2004، منحه الجنسية الأمريكية ومنصب سامي بمدينة لانغلي بولاية فيرجينيا، حيث يتواجد المقر الرئيسي لوكالة الاستخبرات، وأجابه الحموشي “ولدت مغربيا، وسأبقى مغربيا، وسأموت مغربيا”، حسب ما كشفه أحد أقاربه. وتم تعيين الحموشي مديرا لمديرية مراقبة التراب الوطني عام 2005 من طرف الملك محمد السادس، وهو لم يتجاوز سن ال39، حيث يعد أصغر رئيس مخابرات عرفه المغرب، ولكنه أيضا أصغر رؤساء أجهزة الاستخبارات في العالم، تضيف المجلة.