أفردت مجلة "جون أفريك" بورتريهًا (تقرير عرض الشخصية) خاصًا بعبد اللطيف الحموشي، مدير الDGST، واصفة إيّاه بصاحب المهنية العالية في عمله، وبالرجل الذي نال ثقة الملك محمد السادس بعد نشاطه في مجموعة من الملفات الأمنية الحساسية، وذلك على ضوء إعلان الدولة الفرنسية توشيح الحموشي. وأشارت المجلة الصادرة من باريس إلى أن مدير مديرية مراقبة التراب الوطني كان مطلوبًا للقضاء الفرنسي قبل سنة من الآن، ممّا خلق أزمة ديبلوماسية بين الرباطوباريس، غير أن المدير ذاته، سينال توشيحًا من الدولة الفرنسية في 14 يوليوز القادم خلال احتفالات الفرنسيين بعيدهم الوطني، فهو "الرجل الذي تعرّض لفضيحة في فرنسا، وهو الرجل ذاته الذي ستعمل فرنسا على توشيحه كما لو أنها تعتذر له". تقول المجلة. وعادت مجلة "جون أفريك" إلى ما وقع في فبراير 2014، عندما زارت مجموعة من رجال الشرطة مقرّ إقامة السفير المغربي، لإبلاغه باستدعاء قضائي لعبد اللطيف الحموشي بناءً على ثلاث شكايات تتعلّق بالتعذيب، وذلك اعتمادًا على مبدأ الولاية القضائية الذي يتيح لقضاء الدول ملاحقة متورطين في التعذيب حتى وإن كان جنسياتهم لا تنتمي لهذه الدول، وهو ما تسبّب في أزمة بين البلدين، لم تظهر معالم نهايتها إلّا مع زيارة وزير الداخلية الفرنسي، برنارد كازانوف، للعاصمة الرباط، وإعلان هذا الأخير عن تقديره لعمل الحموشي في محاربة الإرهاب، مع تأكيد توشيحه بوسام من درجة فارس. وعادت المجلة إلى مسار الحموشي الذي وصفته ب"المتحفظ، والورع، والمخلص لعمله"، فهو ابن مدينة تازة، من أسرة متواضعة، درس القانون في فاس، وحصل على دبلوم في العلوم السياسية وشواهد أخرى متعلّقة بالأمن والاستعلام من باريس ولندن وواشنطن. يتحدث العربية والفرنسية والإنجليزية، بدأ مسيرته داخل أروقة وزارة الداخلية منذ عام 1991، واستطاع وهو البالغ حاليًا 48 سنة، الحصول على تقدير في عمله بمكتبه الموجود في مدينة تمارة، بعدما بيّن قدرته في عمل جد حساس. وذكرت المجلة أنه بعد الهجمات الإرهابية التي ضربت الدار الببيضاء عام 2003، أوكل إليه حميدو العنيكري، المدير الأسبق للأمن الوطني، مهمة مراقبة ومتابعة انتشار الإسلام الراديكالي في المغرب، وهو ما مكّن الحموشي من أن يكون مختصصأ محنكًا، بعدما رافق سابقًا العنيكري في مسيرة تحديث الجهاز الأمني. وتبرز المجلة أن عمل الحموشي جلب إليه أنظار الملك محمد السادس، خاصة بعدما صار بمنزلة الذراع اليمنى للعنيكري، ممّا دفع الدولة إلى تعيينه مديرًا لمديرية مراقبة التراب الوطني عام 2005، وهو لم يتجاوز عامه ال39. ملفات حارقة تقول المجلة إن الحموشي اضطلع بها في مساره مديرًا لهذا الجهاز الاستخباراتي، ومن ذلك تفكيك الشبكات الجهادية، والحرب على تجارة المخدرات والجريمة المنظمة، والتعامل مع تحدي الاحتجاجات الشعبية في إطار حركة 20 فبراير، واحتواء تداعيات الهجوم الإرهابي على مقهى أركانة في مراكش. فهذا الموظف العالي لم يجد وقتًا للعطالة، تتحدث المجلة. وأضافت "جون أفريك" أن عبد اللطيف الحموشي يقتسم مع ياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات القدرة على العمل المضني لأيام متواصلة، وأن الحموشي يُعد منتوجًا خالصأ لجيل الملك محمد السادس، رغم أنه لم يمر من "الكوليج رويال" كما فعل المنصوري. وتتحدث المجلة عن أن من التقوا بالحموشي واستطاعوا إجراء مقارنات بينه وبين من سبقوه على رأس إدارته، يصفونه بصاحب المهنية العالية التي أتت بتقدير من مجموعة من رؤساء الحكومات والدول الغربية، ومنهم جورج بوش، نيكولا ساركوزي، باراك أوباما، ماريانو راخوي. كما أن الحموشي، تستطرد المجلة، فتح أبواب إدارته الحساسة في تمارة أمام زيارات البرلمانيين، والقضاة، وفاعلي المجتمع المدني.