تكثر الأقاويل والآراء حول زينة المرأة عند اقتراب شهر رمضان، باعتباره موضوعا يثير الجدل في المجتمعات العربية بما فيها المغرب، إذ تتضارب فيه الآراء حول من يعتبر أن المساحيق التجميلية تفطر الصائم، وآخرون يعتبرونه منافٍ لشرع وحكم الله الذي ينهي في مجموعة من آياته القرآنية عن تزين المرأة لغير زوجها. وفي هذا الصدد، أكد محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الدراسات الإسلامية، أنه “لا علاقة للصيام بالمستحضرات التجميلية، لا من قريب ولا من بعيد”، معتبرا إياها “ثقافة شعبية، أخذت منحى آخر في مجتمعنا المغربي وتحريفا في هذا الشأن”. وأشار رفيقي إلى أن المرأة بزينتها لا تثير الرجل، بل لها الحق في التزين من أجل أن تكون في أبهى حلة، وأنيقة كسائر الأيام الأخرى، متابعا قوله “إن هناك ثلاث نقاط تعد هي أهم المفطرات في شهر رمضان وهي الطعام، والشراب والممارسة الجنسية بعيدا عن أي عوامل آخرى”. وعكس ما قاله رفيقي، فقد أفاد الشيخ محمد الفيزازي، في هذا الصدد، أن تزين المرأة في الشرع مطلوب على مدار السنة لكن بين محارمها، وعلى أن تبالغ في ذلك مع زوجها ولاسيما في حجرة نومها لا أقل ولا أكثر. وتابع الفيزازي كلامه بأن تبرز المرأة زينتها بالمساحيق التجميلية أو بملابسها هذا أمر منهي عنه ومحرم شرعا مستدلا بالآية 31 من سورة النور من القرآن الكريم قائلا “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”. وشدد الفيزازي أن “الله نهى عن إظهار المرأة لزينتها بطريقة مباشرة في الآية المذكورة إذ كرر “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ” بغرض تأكيد أن زينة المرأة غير جائزة، مستدلا بآية قرآنية ثانية، وهي الآية 59 من سورة الأحزاب بقوله “يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا”، خاتما كلامه بأن دعوة المرآة للتزين مخالفة لأوامر الله عز وجل”.