تشهد طرقات المغرب العديد من حوادث السير المميتة التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء وبالرغم من أن السنة الفارطة، حسب إحصائيات رسمية، قد شهدت انخفاضا في عدد حوادث السير إلا أن الإجراءات التي يتم اتخاذها لم ترق إلى مستوى التخفيف من حدتها وخطورتها ولعل الجميع يتذكر حوادث سير هزت الرأي العام الوطني وظلت عنوانا عريضا يعكس حقيقة حرب الطرقات التي يعرفها المغرب والتي تكبد، فضلا على الخسائر في الأرواح، مالية الدولة خسائر تتعدى ال 14 مليار درهم سنويا حسب احصائيات وزارة النقل والتجهيز… في هذا الروبورتاج نعرض لبعض أفدح حوادث السير التي هزت المغرب في الثلاث سنوات الأخيرة. فاجعة طانطان.. حين تتفحم الجثث وجهة نظر: أما آن لرحى حرب الطرق أن تتعطل؟ ! بالأمس القريب جدا لقي 33 شخصا، أغلبهم أطفال في عمر الزهور، مصرعهم في ما بات يعرف ب“فاجعة طانطان” حينما كانوا في طريق عودتهم من بوزنيقة حيث شاركوا في الألعاب المدرسية الوطنية التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة. الرماني: الفساد وضعف المراقبة وقلة اليقظة هي الأسباب الحقيقية وراء حادثة طانطان الحادثة الفاجعة خلفت صدمة كبيرة في صفوف الاهالي وهزت الرأي العام الوطني وحتى الدولي بعدما تقدمت دول عربية وأخرى عربية بتعازيها إلى الشعب المغربي في وفاة أطفاله كما خلفت الحادثة الحزن والأسى في صفوف الفنانين والمسرحيين والرياضيين والممثلين والمغنيين.. بعبارة أعمق إنها فاجعة هزت المغرب كله من شماله إلى جنوبه. والأدهى من ذلك أن الحادثة الفاجعة لم ولن تتوقف آثارها عند هذا الحد.. آلام ومعاناة أهالي الضحايا الذين تعرفوا على هويات ذويهم ومنهم من لا يزال ينتظر بل وينتظر حتى نتائج التحقيق في ظروف وملابسات الحادثة التي تعددت الروايات حول من يتحمل مسؤوليتها. فاجعة الحوز.. ثاني أخطر المنعرجات العالمية يقتل شهادة مؤثرة لناجية من حادثة طانطان ماتزال حادثة تيزي نتيشكا، التي وقعت قبل نحو سنتين ونصف ذات ثلاثاء من شهر شتنبر، عالقة بالأذهان بل وزادت فاجعة طانطان في إحياء أحزانها وما تلاها من آثار لن تندمل بمرور الزمن. فاجعة الحوز هي حادثة سير مروعة بكل المقاييس التي شهدتها منطقة تيزي نتيشكا والتي راح ضحيتها 43 شخصا من أبناء المغرب العميق فيما كانت الألطاف الإلهية رحيمة ب 24 آخرين كانوا على متن الحافلة التي انقلبت وهوت في منحدر عميق مخلفة مأساة في صفوف الأهالي ووسط عموم المغاربة. ولعل هول الحادثة يعكس احتلال منعرجات تيزي نتيشكا، حيث شبح الموت يتردد، المرتبة الثانية كأخطر المنعرجات العالمية إذ لم يكن ذلك بمحض الصدفة بل جاء ضمن لائحة تضم عشرة من أكثر المنعرجات خطورة في العالم لا لشيء إلا لأنها حصدت أرواحا وأرواح بسبب صعوبة مسالكها ومنعرجاتها الخطيرة التي ماتزال تنتظر إخراج نفق تيشكا إلى حيز الوجود اتقاء لشر فاجعة أخرى تنضاف إلى “فواجع” المغرب. 9 يوليوز 2012… يوم أسود للطرق المغربية حادثة سير أخرى، في سنة 2012، ليست أقل دموية من سابقاتها بعدما خلفت وفاة 16 قتيلا بالطريق الرابطة بين الصويرة و أكادير على مستوى جماعة تامانار حين هوت حافلة، كانت قادمة من أكادير ومتوجهة نحو مدينة الصويرة، في أحد المنحدرات على مستوى الجماعة المذكورة من علو 10 أمتار في وادي أسكا مخلفة بذلك قتلى ضمنهم أطفال وسيدة حامل فضلا على سياح أجانب فيما أصيب في الحادث 30 راكبا آخرون بجروح وصفت حالة 16 منهم حينها بالخطيرة وكان اليوم (9 يوليوز 2012) نفسه قد شهد حادثة سير أخرى مميتة بعد انقلاب حافلة على بعد 40 كيلومترا من مدينة الناظور وهو الحادث الذي أسفر عن وفاة 10 ركاب وإصابة 33 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة رافعة بذلك حصيلة حوادث السير في ذلك اليوم إلى 26 قتيلا وأزيد من 40 مصابا وجريحا. الفريق الاشتراكي بمجلس النواب يقترح احداث مؤسسة عمومية للسلامة الطرقية يديرها مندوب وزاري ومما لا شك فيه أن الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين أكاديروالصويرة تعد هي الأخرى من بين الطرق الأكثر خطورة بالمغرب بعدما شهدت منعرجاتها العديد من حوادث السير المميتة التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء إمداحن أو منعرج الموت ببني ملال يشكل منعرج إمداحن، الواقع على مستوى الطريق الرابطة بين مدخل واد لعبيد بإمداحن وابزو بالنفوذ الترابي لإقليم بني ملال، أحد أخطر المنعرجات بمنطقة أزيلال حيث كان هو الآخر، في 22 يونيو 2013، مسرحا لحادثة سير مميتة ذهب ضحيتها 7 أشخاص وجرح ما لا يقل عن 15 آخرين كانت إصاباتهم متفاوتة الخطورة بعدما ترتبت الحادثة عن اصطدام بين شاحنة محملة بكمية كبيرة من الطماطم، قادمة نحو من الاتجاه المعاكس بالمنعرج، مع حافلة كانت متجهة نحو مدينة الصويرة. ويعتبر الطريق الذي يوجد بالطريق الجهوية 307 من بين المحاور الطرقية التي تشكل خطرا على حركة السير خاصة بين تنانت وإمداحن عبر ابزو حيث تخترقها ممرات جبلية وعرة ومنعرجات خطيرة تتخللها وديان وتمر منها يوميا العشرات من الشاحنات والحافلات فضلا على السيارات. طريق الموت بين تيزنيت والعيون تعد الطريق الوطنية رقم 1 والرابطة بين مدينتي تيزنيت والعيون وصولا إلى الكركارات على الحدود المغربية الموريتانية، والتي تخترق المجال الترابي لأغلب الأقاليم الجنوبية، من بين المحاور الطرقية التي تعرف وقوع حوادث سير مميتة على طول السنة. مهنيو النقل الطرقي بالجنوب ينتفضون ضد الرباح ولعل الحوادث المميتة التي شهدتها هذه الطريق الوطنية، التي تمر منها عشرات الآلاف من السيارات والشاحنات والحافلات، تعكس حقيقة وصفها بطريق الموت وخاصة بالمحاور الطرقية الرابطة بين مركز تيزنيت عبر جماعة الركادة (أولاد جرار) وصولا إلى بلدية الأخصاص بإقليم سيدي إفني ثم على مستوى فج أكني إمغارن قرب بلدية بويزكارن فضلا على المحور الطرقي الرابط بين كلميم في اتجاه الأقاليم الجنوبية. وبالرغم من أن وزارة التجهيز قرّرت، في وقت سابق، إحداث لجنة تقنية من أجل متابعة مشروع تطوير وتوسيع المحور الطرقي الذي يمر عبر المجال الترابي للجهات الجنوبية الثلاث (كلميمالسمارة، والعيون بوجدور الساقية الحمراء، والداخلة لكويرة وادي الذهب)، وذلك بعد لقاءات مشتركة بين وزير التجهيز والنقل ورؤساء الجهات الجنوبية إلا أن عمل اللجنة التقنية، التي يتمثل دورها في دراسة السيناريوهات المحتملة بخصوص الربط الطرقي بين مدينتي تيزنيتوكلميم، ابتداء من مشروع توسيع أو تثنية الطريق الوطنية رقم 1، مرورا بإمكانية بناء طريق مزدوج عبر مسار مُغاير، وصولا إلى دراسة إمكانية إنشاء طريق سيّار، ما يزال ينتظر تنزيله على أرض الواقع.