لوحظ خلال السنوات القليلة الأخيرة ارتفاع معدلات الانتحار بشكل كبير ولافت بالمغرب، حيث تعرف العديد من المدن والقرى المغربية على حد سواء تسجيل حالات جديدة للانتحار بشكل متكرر، والغريب أن هذه الحالات لا تقتصر على فئة عمرية فحسب وإنما تشمل كافة الأعمار بين الجنسين. وتعود أسباب ارتفاع معدلات الانتحار إلى تفشي المشاكل والاضطرابات النفسية بين المغاربة في وقت لم تكن فيه هذه الأمراض منتشرة بالشكل الذي هي عليه اليوم، وفي هذا السياق أكد البروفسور إدريس الموساوي أن 50 في المائة من المواطنين يعانون من ضغوط ومشاكل نفسية، وهذا رقم مهول يطرح العديد من علامات الاستفهام. وقدم البروفسور المختص في الصحة النفسية والعقلية، في معرض كلمته باللقاء الذي نظمته نقابة صيادلة الدارالبيضاء حول الأدوية النفسية والعصبية مؤخرا، وعلاقة ذلك بدور الصيادلة في تسويق الحبوب المهلوسة، التي تستعمل كأدوية يصفها الطبيب للمرضى النفسانيين، (قدم) أرقاما صادمة حول عدد هؤلاء المرضى الذين تتم معالجتهم من المشاكل والاضطرابات النفسية. وأوضح الموساوي أن واحدا فقط من أصل 10 مرضى من يحصل على العلاج ويتخلص إلى حد ما من المعاناة مع الاضطرابات النفسية بمدينة الدارالبيضاء؛ مشيرا إلى أن ما يقارب 100 ألف شخص يعانون من مرض الانفصام في الشخصية المعروف علميا ب “السكيزوفرينيا”. هذا في الوقت الذي لا تتوفر فيه هذه المدينة التي تعد أكبر مدينة بالمغرب إلا على 200 سرير خاص بالصحة النفسية والعقلية.