سلط الفيلم الوثائقي “من تندوف إلى العيون.. طريق الكرامة” الذي ستبثه قناة ميدي 1 تيفي حصريا يوم الأحد 14 أبريل 2019، الضوء على الأوضاع اللاإنسانية التي تعيشها مخيمات تندوف، وذلك من خلال شهادات حية للاجئين من داخل المخيمات. وصرح مخرج الوثائقي، ياسين بنعطية في تصريح ل”برلمان.كوم” أنهم واجهوا صعوبات كثيرة خلال التصوير وأثناء المونتاج والتوضيب، موضحا أنه ليس من السهل اختزال 11 ساعة من التصوير كلها أحداث وشهادات هامة، في ساعة و10 دقائق، خصوصا أن الموضوع حساس ورهاننا يقتضي العمل بمهنية. ومن جهته، قال رئيس تحرير الفيلم الوثائقي، نبيل دريوش، الذي اشتغل صحفيا بإسبانيا، إن اشتغاله على هذا الموضوع جاء ليبين للإسبان بالدرجة الأولى حقيقة أوضاع ساكنة تندوف، التي يظن الإسبانيون أنها تنعم بالحريات وتعيش حياة الترف كون قياديي الجبهة الانفصالية يجوبون أوروبا ويتاجرون بالقضية، مضيفا أن اختيار صحفية إسبانية كان من أجل أن تنقل كل ما تشاهده عيناها بطريقة محايدة وموضوعية. وحاول الوثائقي الذي تم عرضه لأول مرة أمام الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام في بيت الصحافة، التطرق للموضوع بكل حيادية ودون مزايدات أبانت عنها طريقة اشتغال الطاقم والصحفية الإسبانية باتريسيا ميجيدي خويس من إقليم الباسك، التي اختيرت عن طريق “كاستينغ” نظرا لكونها لم تكتب يوما عن موضوع الصحراء المغربية ولم تزر الأقاليم الجنوبية، ليكون للموضوع حيادا وموضوعية عالية. ويشكل الفيلم مقارنة بين الأوضاع المعاشة في مدينة العيون التي تتوفر على مؤسسات ومشاريع وبنايات أدهشت باتريسيا التي كانت تظن أن الأقاليم الجنوبية هي صحراء قاحلة سكانها يعانون من أبسط شروط الحياة، وبين الأوضاع التي يعيشها سكان تندوف من فقر وجوع وعدم التطبيب، وذلك كله في قالب يجعل المشاهد هو الذي يستنتج ويحكم بأم عينه. وتطرق الوثائقي الذي ناهزت مدته الساعة و10 دقائق إلى سرد شهادات حية من كلا المنطقتين، فكانت الشهادة الصادمة تلك التي فجرها اللاجئ بمخيمات تندوف محفوظ محمد محمود الذي اختار الكشف عن وجهه وهويته، لأن في اعتقاده لم يعد هناك ما يخسره أكثر من كرامته وشرفه، فأقر محفوظ والألم يعتصر في قلبه وعينه، أن ساكنة المنطقة تعاني من الظلم والفقر وأن كل من تجرأ على الاحتجاج فإما يعتقل أو يقتل، مسترسلا أنه تعرض للاغتصاب أكثر من مرة لأنه ثار في وجههم. ودحض الفيلم كل محاولات البوليساريو التي تتغنى بكون تندوف تنعم بالحرية وتعيش حياة الرفاهية كون اللاجئين اختاروا ذلك، في حين أنها تستغل القضية، وأكدت شهادات مختلفة سواء من اللاجئين هناك أو من العائدين إلى أرض الوطن، أن معظم المساعدات والقافلات التضامنية التي تصل تندوف تستغلها الجبهة الانفصالية في إعادة بيعها، في حين لا تتوصل الساكنة بأي منها كما يتم الترويج له.