تحتفل العديد من دول العالم باليوم العالمي للأم لكن في أوقات متباينة وبطقوس احتفالية تختلف من هذا البلد إلى ذاك، ففي الوقت الذي تخلد فيه البلدان العربية هذه المناسبة يوم 21 مارس من كل سنة تزامنا مع مطلع فصل الربيع، تحتفل به النرويج يوم 2 فبراير وجنوب إفريقيا يوم فاتح ماي، والولايات المتحدةالأمريكية في الثاني من شهر ماي، أما الأرجنتين فتخلد عيد اليوم يوم 3 أكتوبر إلى غير ذلك من التواريخ الخاصة بكل مجتمع على حدة. وبدأ الاحتفال بعيد الأم في مطلع القرن العشرين ، لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع. ظهر ذلك برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم. لاحقا اتسعت رقعة المحتفلين به حتى صار يحتفل به في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم وفي الأغلب يحتفل به في شهر مارسأو أبريل أو ماي بداية الاحتفال بعيد الأم في البلدان العربية تعود فكرة الاحتفال بعيد الأم في الوطن العربي في العصر الحديث إلى الصحفي المصري علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم في سنة 1955. فقد قابل أمين سيدة أرملة كافحت إلى أن يدرس ابنها الوحيد في كلية الطب، إلا أن هذا الابن ترك أمه دون سؤال بعد زواجه. هنا طرح أمين فكرة الاحتفال بعيد الأم على وزير التعليم آنذاك كمال الدين حسين، والذي طرحها بدوره على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وبدأ الاحتفال به بالفعل في 21 مارس في سنة 1956، وانتقل إلى عددٍ من الدول العربية. وكان أمين قد ذكر الفكرة في كتابه أمريكا الضاحكة في سنة 1943، إلا أنه لم يقترحها رسمياً إلا بعد حدوث الموسى السابق. وفي سنة 1965، قررت الحكومة تغيير اسم اليوم إلى عيد الأسرة، وذلك بعد القبض على مصطفى أمين بتهمة التجسس، ولكن تلقى عبدالناصر العديد من البرقيات من الأمهات تطالب بإعادة إطلاق اسم عيد الأم، فأعاده عبدالناصر بالفعل الركوع أمام الأم من أبرز سمات الاحتفال بعيد الأم في تايلاند بالطبع، تختلف التقاليد من ثقافة إلى أخرى، ففي تايلاند، يتم الاحتفال بعيد الأم في يوم 12 غشت، الذي يوافق عيد ميلاد الملكة سيريكيت، والدة الملك الحالي لتايلاند ماها فاجيرالونجكورن، ويعتبر اليوم عطلة رسمية في البلاد. وفي صباح عيد الأم، تقام الاحتفالات لتقديم عروض الطعام للرهبان البوذيين في تايلاند. كما تستضيف المدارس عادةً حفل عيد الأم. تأتي الأمهات إلى مدرسة أطفالهن ويركع كل طفل أمام أقدام أمه، امتناناً للأم على كل ما فعلته من أجلهم. كما يصنع الصغار بطاقات يدوية كهدية للأمهات، بالإضافة إلى هدية خاصة. التفرُّغ التام للأم في الهند يصادف الاحتفال بعيد الأم في الهند الأحد الثاني من ماي في كل عام. وتنظّم المدارس احتفالاً كبيراً في عيد الأم للاحتفال به أمام الأطفال لتوعيتهم بالحدث ومعرفة أهمية الأم. كما تتم دعوة أمهات الطلاب الصغار بشكل خاص في المدارس ليكونوا جزءاً من الاحتفال. كما يحتفل المسيحيون بعيد الأم في الهند عبر الصلاة من أجل أمهاتهم، كما يُعد الأولاد وجبة الإفطار للأم، ويحضرونها على السرير، ويتركون الأم تنام لوقتٍ متأخر ولا يقدمون على إزعاجها. وفي هذا اليوم يتفرّغ الأولاد للأم تماماً، ويفعلون كافة الأشياء كالطبخ والتنظيف بدلاً من الأم. ربط الأم بالحبال حتّى تقدم الهدايا في جمهورية صربيا وعدد من دول البلقان، يتم الاحتفال بيوم الأم في دجنبر، كجزء من سلسلة أيام العطلات التي تكون في أيام الأحد الثلاثة قبل احتفالات عيد الميلاد 25 دجنبر، الأحد الأول يوافق يوم الطفل، وفيه يتم ربط الأطفال وعدم إطلاق سراحهم حتى يعِدوا بأن يكونوا جيدين، الأحد التالي هو عيد الأم، يتسلل الأطفال على غرفة الأم ويربطونها على السرير، ولا يمكنها النهوض حتى تقدم لأطفالها هدايا. الأحد الثالث، يكون عيد الأب، وبالطبع يُربط الأب، ويجب أن يقدم الهدايا التي عادة ما تكون هدايا عيد الميلاد للعائلة كي يطلق أفراد العائلة سراحه. وله جذور فرعونية وإغريقية أيضاً وفقاً لتصريحات أستاذ الآثار المصري محمد بكر، فقد بدأ الاحتفال بالمرأة والأم في مصر الفرعونية، وهذا ما تظهره جدران معابد دندرة وسمنود. وكانت إيزيس رمزاً مصرياً للاحتفال بالأم ورمزاً للأمومة. وفي مصر القديمة، كان الاحتفال بعيد الأم من خلال مواكب من الزهور تطوف المدن احتفالاً بعيد الأم. انتقلت بعد ذلك فكرة الاحتفال بالأم إلى الحضارات الأخرى كالرومانية واليونانية، في حين يرى بعض المؤرخين أن فكرة الاحتفال ظهرت عند الحضارة الإغريقية. كذلك من المعتقد أن الاحتفال بعيد الأم يتزامن مع الاحتفال بعيد الربيع، لأن تفتح الأزهار يرمز إلى الحياة التي تمنحها الأم لأبنائها. في أمريكا وأوروبا في عام الحرب العالمية الأولى في نهاية القرن 19، فكرت الناشطة الأمريكية جوليا وورد هاو في تخصيص يوم للاحتفال بالأم، إلا أن اعتراض بعض القساوسة حال دون ظهور الفكرة على أرض الواقع. وفي بدايات القرن 20 وتحديداً سنة 1908، نادت الناشطة الأمريكية آنا غارفيس بتحديد يوم للاحتفال بالأم، لتكريم الأمهات لما يقدّمن من تضحيات لأبنائهن، بعد وفاة والدتها سنة 1905. على عكس سابقتها، تمكّنت غارفيس من تنفيذ فكرتها في سنة 1914، ليوقِّع الرئيس وودرو ويلسون يوم الأحد الثاني من ماي عيداً للأم. وانتشر بعد ذلك في بعض دول العالم وأوروبا، ولكن مع اختلاف يوم الاحتفال. وبعد أن أصبح عيد الأم عطلة وطنية في أمريكا، بدأ التجار وبائعو الورود في الاستفادة من اليوم بطريقة تجارية للغاية، على عكس ما كانت تريده غارفيس احتفالا أسرياً أو زيارة الكنيسة.