رفضت المحكمة الابتدائية بالرباط ، صباح الثلاثاء الماضي ، الدعوى التي رفعها عبد الرحيم العلام ، رئيس اتحاد كتاب المغرب المنتهية ولايته، ضد الكاتبة الصحافية ليلى الشافعي،عضو المكتب التنفيذي للاتحاد، بتهمة السب والقذف على خلفية ما ورد في مقال سابق لها نشرته منابر إعلامية داخل المغرب ووصلت أصداؤه السلبية إلى الخارج . وانتقدت المدعى عليها، في المقال المذكور التدبير المالي للمنظمة كما أوردت ممارسات وصفتها بالمنافية للأخلاق والتخليق ، ما اعتبره العلام ،قذفا في شخصه وفي المنظمة وقرر أولا معاقبة الشافعي، بإسقاط عضوية الاتحاد عنها وطردها من المكتب التنفيذي للمنظمة؛علما أنها منتخبة بالاقتراع السري من المؤتمر العام الأخيرالذي لا يبطل قراراته إلا مؤتمر آخر، بعد استيفاء كافة المراحل والمساطر القانونية والاستماع إلى الطعون وكانت الشافعي، رفعت من جهتها دعوى قضائية للطعن في قرار رئيس الاتحاد، فأنصفتها المحكمة وقضت بإعادة العضوية التي سحبت منهان في خرق سافر للمساطر وللأعراف الثقافية التي سارعليها الاتحاد منذ تأسيسه ودبر كل خلافاته وفقها. وعلم موقع ” برلمان .كوم” أن العلام، حاول الدفاع عن نفسه أمام المحكمة بمبررات بعيدة عن صلب القضية مثل تباهيهبأنه حاصل على تنويهات ثقافية في المغرب وخارجه . وأمام هذا الوضع يعبر أعضاء في اتحاد الكتاب ، في أحاديثهم إما عن يأسهم التام من إمكانية إعادة الروح للمنظمة ، أو الاكتفاء بالأسف عما آلت إليه منظمة ثقافية ظلت على مدى العقود السبعة الماضية علامة على المغرب الثقافي المستقل والمتعدد، مستنكرين أسلوب اللجوء إلى المحاكم مهما كانت طبيعة الخلافات بين المنتسبين للمنظمة . وما زال “العلام” رافضا مناشدات لوضع حد “للبلوكاج” الحاصل في المنظمة منذ انتهاء فترة ولايته، قبل أربع سنوات والذي انفجر بصورة دراماتيكية غير مسبوقة في المؤتمر الفاشل بمدينة طنجة الخريف الماضي ، حيث لم يتمكن المؤتمر من الشروع في أشغاله وإعلان استقالة المكتب القديم . وحرصا على إنقاذ المنظمة من التلاشي، اقترح بعض المؤتمرين الغيورين تكوين لجينة تسهر على الأعداد الطبيعي للمؤتمر الملغى ، تعمل بالتنسيق مع المكتب التنفيذي المنتهية ولايته، لكن الصعوبات ظهرت منذ الاجتماع الأول وبدأ الانسحاب من اللجنة تدريجيا ، وبالتالي لم يعد يحضرها أحد كما أنها تتفق على إجراءات محددة وعملية للخروج من الأزمة التي سببها نزوع غريب نحو التشبث بالكرسي . جدير بالذكر أن السقف الزمني الذي وقع الاتفاق عليه بين أعضاء اللجنة المشتركة لعقد المؤتمر المقبل ، استوفي مدته ما يعني أن اتحاد الكتاب، بات منظمة خارج الشرعية القانونية بكل المقاييس. وبدل أن يراجع الرئيس السابق للاتحاد نفسه وأسلوب تدبيره وتعامله مع الأعضاء ، انخرط في حملات نقد وشتم علني للأعضاء الذين عارضوه أو انتقدوه وعمل معهم مثل الرئيس الأسبق للاتحاد حسن نجمي كما انزعج من موقف عقلاني عبر عنه رئيس الاتحاد ووزير الثقافة الأسبق محمد الأشعري الذي نصحه بالتنازل عن الدعوى المرفوعة ضد ليلى الشافعي وتجاوز أزمة المنظمة بالتغيير الديمقراطي وليس بأسلوب الانقلاب . وفي سياق آخر ،هدد ” العلام” رئيس جمعية ثقافية في طنجة، كونه استضاف الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ رئيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ، ما جعل رئيس الجمعية يرفع قضية أمام المحكمة . ولم يسلم “الصايغ” من هجوم عنيف من العلام ، وآخر ما نشره في هذا الصدد أنه يهيئ كتابا أسود عن الشاعر الإماراتي ، الذي هرب، حسب العلام ، مؤتمر الأدباء العرب الأخير من المغرب إلى بلده والذي جمد عضوية المغرب في الأمانة العامة لعدم انتخاب رئيس جديد لاتحاد كتابه. وكان الصايغ ، استصدر من اتحادات الكتاب العربية ، بيان تضامن معه وإعلان مقاطعتهم لمؤتمر اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا وأميركا للاتينية ،الذي أصر ،العلام، على عقده بالمغرب في ظروف استثنائية فغاب عن المناسبة ابرز الكتاب المغاربة الذين يؤثثون مشهدنا الثقافي بعطاءاتهم المميزة .