بسبب سلوك لا يمكن وصفه إلا بالغريب، ضيع المغرب الثقافي عضويته وحضوره في مكتب الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، الذي عقد مؤتمره الأخير بأبوظبي ( الإمارات العربية ) ما بين 19 و22 يناير، ورأس أشغاله صالح الحمادي رئيس الوفد التونسي، بحضور أغلب الاتحادات والروابط العربية بمن فيها سوريا التي عادت إلى الاتحاد وليبيا وموريتانيا والمملكة السعودية. ولم توجه الدعوة إلى اتحاد كتاب المغرب ،على اعتبار أن ولاية ،عبد الرحيم العلام ،على رأس الاتحاد انتهت منذ أزيد من أربع سنوات،وبالتالي فقد الصفة القانونية لتمثيل الكتاب المغاربة ومنظمتهم في أجهزة اتحاد الأدباء العرب . وحرم المغرب من الحضور في المؤتمر والمشاركة في فعالياته الثقافية كما جرت العادة في المؤتمرات السابقة ، جراء خلاف بين “العلام” والأمين العام الشاعر الإماراتي، حبيب الصايغ ، تداولت وسائل الإعلام العربية ، بعض فصوله المثيرة، باعتباره غير مسبوق في سجلات الاتحاد العام منذ تأسيسه ؛ إذ لم يحدث أن نشب نزاع شخصي بمثل تلك الحدة ، بين الأمناء العامين السابقين ورابطة أدبية حتى في ذروة الخلافات العربية ، حرصا من كل الأطراف على الناي الشأن الثقافي عن الصراعات السياسية ،حتى لا تنهار كل الجسور . ولا يعرف أعضاء اتحاد الكتاب المغرب والراي العام الثقافي ، حقيقة وملابسات الخلاف المستعر بين الرجلين :العلام والصايغ واعتادوا بين الفينة والأخرى أن يفاجئوا بكتابات نارية مدوية، ينشرها العلام في المواقع الالكترونية باسمه ، يكيل فيها الاتهامات والشتائم والتجريح الشخصي للصايغ ولبلاده حليفة المغرب ، مع ملاحظة أن الأخير لم ينزل إلى مستوى نفس الإسفاف ، مكتفيا بتذكير العلام، بأن عضويته السابقة في الأمانة العامة قد انتهت ، وبات واجبا على الكتاب المغاربة عقد مؤتمرهم العام لانتخاب الرئيس والمكتب التنفيذي للاتحاد،ليستأنف مشاركته في المنظمة العربية ؛ ولا يستثنى من هذا الأجراء أي بلد عربي، معربا عن تقديره للمغرب ومثقفيه ورفض العلام ، هذا التذكير أو النصيحة من “الصايغ” واعتبرها تدخلا في شؤون الكتاب المغاربة وأنه يمارس الوصاية عليهم ، في حين يتابع جل الكتاب المغاربة بذهول واستغراب ، فصول المسرحية الرديئة ، متحسرين على مآل اتحادهم الذي طالما ضرب به المثل في المصداقية والرصانة وعدم الانجرار وراء معارك فارغة . يذكر أن العلاقة بين الصايغ والعلام ، توترت منذ عرف الأول أن الولاية القانونية للثاني انتهت، فطالبه بعقد المؤتمر احتراما للوائح الاتحاد العام التي ينضبط لها جميع الأعضاء . وأمام الفشل المدوي لمحاولة عقد للمؤتمر الأخير في طنجة ، الذي غابت عنه الرموز الكبيرة في الاتحاد، وانتهى بحدوث انقسام وشرخ خطير في الصفوف ، عمد حبيب الصايغ، بعد ذلك، الى اتخاذ خطوة قانونية طبيعية تمثلت في تجميد عضوية اتحاد الكتاب المغرب ريثما يتسنى له تجديد هياكله ليستعيد بعدها عضويته الكاملة في جسم الاتحاد العام . وبدل أن يتدبر العلام الوضعية بهدوء ، استمر في هجوم على الرجل اتخذ أبعادا مخجلة ، وغير لائقة بكل المقاييس الأخلاقية ، لدرجة تهديده رئيس جمعية ثقافية في طنجة ،كونه نظم مهرجانا شعريا كرم فيه الشاعر الإماراتي بمدينة البوغاز وليت الأمور وقفت عند هذا الحد، فقد أمعن، العلام ، الذي أمضى فيمكاتب الاتحاد أكثر من عقدين ، في التهجم على الصايغ . وفي أحدث وآخر هجوم ، اتهمه بسرقة وتهريب المؤتمر الأخير من المغرب إلى الإمارات، متوعدا بنشر كتاب اسود عن “الصايغ” قال إنه ألفه عن الصايغ . هذنا ولم يعد الرئيس المنتهية ولايته ، يقبل نقدا أو ملاحظة ولا حتى تنبيه من أحد ، بمن فيهم الرؤساء السابقون للمنظمة الذين انفضوا من حوله، هروبا من الإشكالات التي تورطت فيها المنظمة في عهده . وفي سياق ذات المسلسل ، طلب العلام، من الرئيس الأسبق محمد الأشعري ، حذف تدوينة للأخير من”الفايسبوك “ضمنها ملاحظات بخصوص الدعوى التي رفعها العلام، ضد الكاتبة الصحافية ليلى الشافعي ،التي طلبت شهادة الأشعري أمام القاضي ، والذي نصح العلام بالتنازل الفوري والطوعي عن الدعوى ، مستغربا جرجرة اتحاد الكتاب أمام المحاكم ، علما أن الشافعي كسبت دعوى أخرى رفعتها ضد العلام، على إثر طردها من الاتحاد وسحب العضوية منها ، في خرق سافر لأبسط بنود قانون المنظمة . ومن جهته ، نال الرئيس السابق حسن نجمي، نصيبا وافرا من هجوم العلام ، بعد انهيار مؤتمر طنجة ، مهددا بالمزيد ، لكن المتهجم عليهآثر تجاهل ما قيل عنه لما فيه من تحامل مجاني . إلى ذلك ، يستعد أعضاء من اتحاد الكتاب ، للتحرك بغاية وقف انحدار المنظمة ، ويناقشون احتمالات عدة ضمنها اللجوء للعدالة لإنقاذ الاتحاد من وضعية استثنائية وغير مشرفة ولا تمت بصلة إلى تاريخه المجيد منذ تأسيسه مطلع ستينيات القرن الماضي . ويعيب كتاب مغاربة على “العلام” توريط منظمتهم في معركة شخصية فأساء إلى سمعتهم ، وهم مختلفون معه لأن الحق ليس في صفه ،رغم يقينهم أن الاتحاد العام ، ما هو إلا فضاء رمزي للإبقاء على التواصل والتعارف وتمتين عرى المودة بينهم وبين أشقائهم العرب . يذكر أن المؤتمر الخير للاتحاد العام، انتخب ثلاثة نواب للأمين العام ، بدل الاكتفاء بواحد ،جرت العادة في الماضي أن يسند للمغرب . ونتيجة التوزيع الجديد وتديل القانون ،عاد تمثيل منطقة المغرب العربيفي أجهزة الاتحاد العام ، إلى الجزائر .