أعرب محمد الأشعري، وزير الثقافة الأسبق، ورئيس اتحاد كتاب المغرب (ثلاث ولايات متتالية) عن حزنه العميق للمستنقع الذي آل إليه اتحاد كتاب المغرب والذي لا يليق بتاريخه. وطالب الأشعري، الذي قال إنه ابتعد عن أجواء الاتحاد، ما يسر منها وما يحزن؛ طالب بتغيير رئيس الاتحاد الحالي المنتهية ولايته في أقرب وقت ممكن؛ ليس عبر تدبير انقلاب على الطريقة البعثية، كما حدث مع الأستاذ عبد الحميد عقار، ولكن بالتوافق العاقل أو التصويت الحر. ونشر الوزير الأسبق اليوم الأربعاء، تدوينة في الموضوع على صفحته بالفايسبوك ، جوابا على اتصال من الصحافية ليلى الشافعي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب، تطلب شهادته بشأن الدعوى التي رفعها عبد الرحيم العلام ضدها أمام المحاكم ، على خلفية الرسالة التي نشرتها “الشافعي “في وسائل الإعلام ، تفضح فيها ممارسات مالية وأخلاقية سلبية قالت إنها لاحظتها في تدبير المنظمة. واعتذر الأشعري عن الشهادة ، قائلا : يحز في نفسي أن يجرجر رئيس الاتحاد، إلى المحاكم ،كاتبة مغربية كانت مسؤولة معه في المكتب التنفيذي للمنظمة، مناشدا الأخير أن يوقف المحاكمة فورا لأن الاتحاد لن يجني من وراء ذلك إلا المزيد من الخسارات. إلى ذلك، وفي ظل الأجواء “الغرائبية” التي يمر بها اتحاد كتاب المغرب لأول مرة ، بابتعاد غالبية الأعضاء عنه ؛ يفاجئ الرئيس الفاقد للشرعية القانونية، بالإعلان عن استضافة بلادنا للمؤتمر التاسع لاتحاد كتاب افريقيا وأسيا وأميركا اللاتينية، بالرباط من الحادي إلى الثالث عشر من الشهر الجاري. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ، وهو شريك منظمة كتاب القارات الثلاث ، أعل في شهر نوفمبر الماضي مقاطعة “مؤتمر القارات ” الذي كان مقررا انعقاده في طنجة، بدعوة شخصية وفردية من رئيس اتحاد كتاب المغرب. وتلقى منتسبون لاتحاد الكتاب المغرب، جمدوا عضويتهم في المنظمة، باندهاش متسائلين كيف يجرؤ رئيس الاتحاد ، على توريط المغرب في مؤتمر وهو متجاوز ولايته القانونية ( ثلاث سنوات) بأكثر من أربع سنوات من العمل السري خارج الضوابط القانونية والمعايير الأخلاقية ؛ مذكرين بالفشل الذريع للرئيس في عقد المؤتمر التاسع عشر ،العاصف الذي انتهى بمدينة طنجة إلى وضع محزن غير لائق بمنظمة كان يضرب بها المثل في المصداقية والاستقلالية والقيادة الجماعية. وعلم “برلمان.كوم” أن العلام ،ناشد متوسلا عددا من الكتاب المغاربة ولا سيما الرؤساء السابقين ، للحضور في المؤتمر الذي سيفتتح بالمكتبة الوطنية يوم 12 من الشهر الجاري على أن يواصل باقي أعماله في فندق بالعاصمة الرباط. ومن المفارقات أن تعقد ندوة عن القدس ،علما أن الطرف المعني بالقضية قبل غيره ، مقاطع المؤتمر،أي اتحاد كتاب فلسطين ، تضامنا مع الشاعر حبيب الصايغ أمين عام اتحاد الكتاب العرب الذي هدده العلام في تدوينات سابقة ، تم تداولها على نطاق واسع. ولعل السؤال الأخطر، هو عن الجهات الحكومية التي استغفلها رئيس الاتحاد المنتهي، فمولت هذا المؤتمر الغريب والذي يعتبر من تركات الحرب الباردة . لا تعرف هويات الكتاب الذين سيحضرونه : هل هم معادون للمغرب أم لا ؟ وبأي وجه سيزكي مغاربة رسميون مؤتمرا أو لقاء دعا إليه رئيس غير منتخب ، خاصم كتاب بلاده والدول العربية جميعهم؟