مازالت تداعيات الصراع بين عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب المنتهية ولايته، وجميل الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، تعرف مزيدا من التطورات، إذ أعلنت جميعُ اتحادات وروابط وأسَر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العربية التابعة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مقاطعتها للمؤتمر العام لاتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، المُزمع أن ينعقد بمدينة طنجة خلال شهر دجنبر المقبل. قرارُ الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب واتحادات وروابط الكتاب العرب التابعة له مقاطعة مؤتمر اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية يأتي كردّ فعل على ما اعتبرته الجهات المقاطعة، حسب ما جاء في بيان صادر عنها، "إساءة" رئيس اتحاد كتّاب المغرب، عبد الرحيم العلام، إلى الأمين العام لاتحاد الأدباء العرب، الشاعر الإماراتي جميل الصايغ، وبعض رؤساء اتحادات الكتاب العرب. وهاجمت اتحادات وروابط وأسَر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العربية عبد الرحيم العلام، وقالت إنّ مقاطعتها لمؤتمر اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بطنجة لا يستهدف هذا الاتحاد، ولن تقاطع فعالياته المقبلة "إذا أقيمت في ضيافة اتحاد شرعي"، في إشارة من الهيئات المقاطعة إلى عدم الاعتراف بشرعية رئاسة اتحاد كتاب المغرب، بعد انتهاء مدّة ولاية رئيسه الحالي عبد الرحيم العلام. وكان الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب قرر تجميد عضوية عبد الرحيم العلام كنائب أوّل للأمين العام جميل الصايغ، بسبب "إساءات" إلى هذا الأخير، وإلى عدد من رؤساء اتحادات الكتاب العرب. ووصل الصراع بين العلام والصايغ إلى حدّ معارضة رئيس اتحاد كتاب المغرب المنتهية ولايته لتكريم الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في مهرجان طنجة الدولي للشعر. وذهبت اتحادات وروابط وأسَر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العربية التابعة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، في تصعيدها لموقفها إزاء رئيس اتحاد كتاب المغرب المنتهية ولايته، إلى تحميله "المسؤولية الجنائية عن أيّ ضرر يصيب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، جميل الصايغ، أثناء زيارته إلى مدينة طنجة، وحضوره مهرجان طنجة الدولي للشعر". العلام: الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يعيش وضعا مزريا عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب المنتهية ولايته، هاجم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، واتهمه بالسعي إلى التفرقة بين الاتحادات العربية للأدباء والكتاب، كما هاجم، بشكل شخصي، رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، متهما إياه ب"مواصلة تنفيذ مخططه الوضيع بتهريب المؤتمر المقبل للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى أبو ظبي بدل تنظيمه في المغرب". العلام قال إن البيان الأخير للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب "يعكس وغيره من البيانات السابقة للأمين العام للاتحاد، الصادرة ضد اتحادنا تحديدا، الوضعَ المزري والضحل والمقلق الذي آل إليه هذا الصرح الثقافي العربي، والذي لم يسبق له أن بلغ هذا المستوى من الوضاعة والدناءة بمثل ما وصل إليه في هذه التجربة الأخيرة". وأضاف العلام: "لقد كان حريا باتحاد الكتاب العرب، وفق رسالته التاريخية ووظائفه وأدواره التي أسس من أجلها، أن يهتم بالدفاع عن المثقفين وعن الثقافة العربية، وأن يسعى إلى لم شمل الاتحادات العربية بدل السعي إلى التفرقة بينها، لكن هذا هو مآله اليوم، للأسف، وهو بين أياد غير بيضاء ملوثة بشتى أنواع الإساءة إلى الثقافة العربية، ما فتئت تسيء إلى تاريخ الاتحاد العام ومساره وكل من تولى تدبير شؤونه بكل حكمة وتعقل وبصيرة". وفي حين اعتبر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أنّ الرئيس الحالي لاتحاد كتاب المغرب "غير شرعي"، بعد انتهاء ولايته وفشل المؤتمر الأخير للاتحاد في تجديد ولايته أو اختيار رئيس جديد، ردّ العلام بالمثْل، بقوله إن الأمين العام الحالي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، جميل الصايغ، "لم يُنتخب أصلا بطريقة ديمقراطية منذ المؤتمر العام بأبو ظبي عام 2025"، وأضاف: "الأمين العام الحالي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لم ينتخب أصلا بطريقة ديمقراطية، ولم يصوت أحد لفائدته، بل فقط حصل أن تنازل له اتحادنا عن هذا المنصب الوهمي، إثر مساع حميدة من بعض رؤساء الاتحادات العربية". واتهم العلام جميل الصايغ، رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بالسعي إلى إبعاد اتحاد كتاب المغرب عن الاتحاد العام، وزاد موضحا: "وذلك انتقاما من منافستنا السابقة له على الأمانة العامة، وخوفا من منافستنا اللاحقة له في المؤتمر المقبل، رغم أننا تنازلنا له عن الأمانة إشفاقا على عقده ونرجسيته، واحتراما منا لكتاب ومثقفي بلده، وأيضا لكون اتحادنا أكبر من أي منصب يتهافت عليه الجياع". وجدّد العلام رفْضه تكريم جميل الصايغ في المهرجان الدولي للشعر بطنجة، قائلا: "أن أرفض أن يكرم من أساء إلى بلدي وثقافتنا الوطنية ومنظمتنا العتيدة ولي شخصيا، فذاك أمر يخصني أنا شخصيا، ولا علاقة له باتحادنا، مع أنه موقف أعتز به دفاعا عن وطني وعن أفقه الثقافي والرمزي ضد ما قد يستهدفه من الحقودين".