بعد حالة الارتباك التي تخبطت فيها الحكومة بداية انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير وفشل محاولة التستر والتعتيم عليه، مما أثار تساؤلات لدى المواطنين حول مصدر انتشار هذا المرض الفتاك، قال الحبيب كروم، عضو الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إن انفلونزا الخنازير، لا تصيب فقط مواطنين الدول التي تأكل الخنزير أو تقوم بتربيته بل تصيب حتى الدول الأخرى”. وأوضح الحبيب كروم في تصريح ل“برلمان.كوم” أن المغرب بلد سياحي، يمكن أن يُجلب المرض إليه عن طريق الحدود أو المطارات خصوصا أن المرض ينتشر بسرعة كبيرة، مضيفا أن دواء”temaflu” اليوم موجود في جميع المستشفيات العمومية والمراكز الطبية، و بناء على اتفاقية بين الوزارة والمصحات الخاصة، فهذه الأخيرة هي أيضا تتوفر على الدواء لتقديمه لكل مصاب بالفيروس أو لكل من يعاني من أعراضه، مشيرا في نفس الوقت أن “temaflu” لا يباع في الصيدليات ولكن يمكن طلبه وشراؤه بثمن 322 درهم شريطة تقديم وصفة الطبيب. وعن ارتفاع ثمن الدواء مقارنة مع فرنسا التي تبيعه ب”11 أورو” أي 120 درهم مغربية، يورد ذات المتحدث أنه من المعروف أن الأدوية في المغرب باهضة الثمن، وربما ارتفاع ثمن هذا الدواء بالضبط راجع إلى كونه لا يصنع في المغرب ويتم استوراده من الخارج، مؤكدا أن الأهم، الآن، هو القيام بتدابير وقائية لتفادي الإصابة بالمرض، وذلك من خلال غسل اليدين بصفة منتظمة كل ساعتين والاهتمام بنظافة الجسم وتجنب الاقتراب من المرضى بالإضافة إلى تجنب الأماكن المزدحمة والمكتضة بالبشر. وأضاف كروم أنه بالرغم من حالة الارتباك التي بدت على الوزراة إلا أنها سارعت إلى جلب أدوية “temaflu” في وقت قياسي يحسب لها، مسترسلا ما عليها الآن سوى التعامل مع المواطنين بمبدأ الحق في العلاج المجاني بدأ من التشخيص والتحاليل وتقديم اللقاحات، نظرا لضعف القدرة الشرائية للمغاربة خصوصا إذا علمنا أن “معهد باستور” يقوم بتحاليل “pcr” لمعرفة الإصابة بالفيروس من عدمها بمبلغ 700 درهم حسب ما يروج، فما بالك في المصحات الخاصة التي يرتفع فيها ثمن التحليلات إلى 2000 درهم. وأشار ذات المتحدث إلى أن الحكومة تفتقر إلى مخطط صحي سنوي لمكافحة الأمراض الموسمية كفيروس “إش1إن1″، وبالتالي كان عليها توعية المواطنين والأطر الطبية والممرضين الذين يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس نظرا لاحتكاكهم اليومي بالمرضى، وذلك عن طريق برامج تحسيسية ودورات تكوينية وكذا توفير لقاحات مجانية قبل بداية موسم الشتاء لتوخي الحيطة والحذر ولتفادي انتشار الفيروس لتسهيل عملية القضاء عليه. وأردف عضو الشبكة المغربية للدفاع عن حق الحياة والحق في الصحة بالقول إن مرض إنفلونزا الخنازير هو نوع من مرض الزكام ظهر أول مرة في العالم سنة 2009 مخلفا الآلاف من الوفيات، ووحدها فرنسا سجلت رقما قياسيا في عدد وفيات مواطنيها، مشيرا أن المغرب أيضا لم يسلم من الوباء حيث عمدت الوزارة آنذاك على إدراج 375 مؤسسة استشفائية ضمن منظومة الترصد واليقضة الوبائية. وإنفلونزا الخنازير لها عدة أنواع وأكثرها تشخيصا بالتحاليل هي A.H1N1 و A.H3N2، يورد كروم، مستطردا بالقول إن الصنف الأول أي “إش1إن1” هو الذي يفتك بصحة المواطنين في المغرب بنسبة 80 في المائة، مشيرا أن الحوامل والمسنين والأطفال الأقل من 5 سنوات وكذا الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالربو والسكري والقلب هم أكثر عرضة لهذا المرض.