من المرتقب أن تفجر الندوة التي دعا إليها جواد الحامدي عن “الجمعية المغربية للحقوق والحريات بالمغرب” الخلاف مجددا بين الائتلافات الجمعوية التي تقدم نفسها على أنها تناصر المعتنقين للدين المسيحي بالمغرب. فقد سبق لجواد الحامدي (صاحب الدعوة) أن تبنى مزاعم الاضطهاد التي تقدم بها شاب من مدينة الرباط في أبريل من السنة المنصرمة، والتي ادعى فيها اعتقاله من طرف الشرطة بسبب حمله لمؤلفات مسيحية، وهي المزاعم التي فندها ولاية أمن الرباط في إبّانها، قبل أن تصدر “تنسيقية المسيحيين المغاربة” بلاغا شديد اللهجة ردت فيه على جواد الحامدي ونفت عنه أية علاقة بالدفاع عن معتنقي النصرانية. ففي البلاغ الذي تم تعميمه على وسائل الإعلام في أبريل 2018، خلعت التنسيقية عن جواد الحامدي أية علاقة أو صفة بالدفاع عن المسيحيين، مؤكدة ” أنها ليست على علاقة بالموضوع أو علاقة مع المدعو جواد الحامدي الذي نجهل دوافعه لخلق هذا السيناريو. وليست هذه أول مرة يحاول فيها خلق بلبلة بين السلطة والأقليات الدينية وبالأخص المسيحيين”. واستطرد ذات البلاغ ” أنه بعد التحريات التي قامت بها والاتصالات التي تمت مع المزعوم أنه اعتقل، تبين فعلا أنه لم يتم اعتقال أي شخص بالوقائع التي تمت فبركتها، وأن كل ما في الأمر هو تدخل أشخاص لفبركة السيناريو الوهمي والذي للأسف تعاطف معه بعض الحقوقيين وصدقوا ما قيل لهم”. وفي سياق تفاعل تلك الأحداث، سارع الشخص الذي تم تقديمه على أنه ضحية الاضطهاد إلى إصدار بلاغ صحفي قال فيه ” في يوم 18 أبريل 2018 كتبت العديد من الجرائد الورقية والإلكترونية عن اعتقالي من طرف شرطة التقدم بالرباط. هذا الخبر الذي كان في حقيقته كذبا وافتراء على الشرطة الوطنية التي أكن لها كل الاحترام والتقدير. اعتقالي من طرف الشرطة كانت خطة من طرف المسمى أدم الرباطي الذي خطط لهذا العمل الشنيع ونفذه بمعية المسمى جواد الحامدي وشعيب الفاتيحي فقال لي ستعلن بأنك اعتقلت وأنك محجوز لدى الشرطة بعد القبض عليك ببعض الكتب المسيحية…وبعد ذلك ستطلب اللجوء الديني وتخرج إلى الخارج (النص الكامل للبلاغ متوفر على شبكة الأنترنت). فهل الندوة الجديدة التي سينظمها جواد الحامدي اليوم الثلاثاء للدفاع عن مسيحي مدينة مراكش هي نسخة ثانية لسيناريو مسيحي الرباط؟، بمعنى اختلاق الاضطهاد للحصول على اللجوء الديني. وهل تندرج هذه الدعوة في إطار خلق البلبة بين المسيحيين والسلطة كما جزمت بذلك تنسيقية المسيحيين المغاربة؟ وهل ستتحرك السلطات القضائية والأمنية لتحريك المتابعات القانونية في حقه مروجي هذه المزاعم التي تسيء للمغرب وللمغاربة؟. أسئلة ننتظر جوابا عنها من طرف السلطات لقطع الطريق على مروجي الإشاعات والمزاعم المغرضة.