يقوم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بزيارة رسمية إلى المغرب تستمر ليومين، وتعتبر هذه الزيارة لحظة بالغة الأهمية لعلاقات المملكة المغربية مع الاتحاد الروسي. وتندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية العميقة بين البلدين، والتي ترسخت بمناسبة الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى موسكو في شهر مارس لسنة 2016. والتي كان لها الوقع الإيجابي على العلاقات الثنائية المغربية الروسية. وتأتي هذه الزيارة التي يقوم بها سيرجي لافروف بعد أكثر من 13 سنة عن الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى المغرب في 22 نوفمبر 2005، وبعد 3 سنوات من إبرام الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الرباطوموسكو، وكذا بعد الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء الروسي إلى المغرب في أكتوبر 2017. كما تأتي زيارة لافروف كذلك بعد الاحتفال سنة 2018 بالذكرى 60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية المغربية الروسية، وبعد الدورة السابعة للجنة المختلطة في 4 أكتوبر 2018، والتي شكلت فرصة لتعميق التعاون المشترك في العديد من المجالات. وتهدف ذات الزيارة إلى تأكيد الطبيعة الاستراتيجية للشراكة بين المغرب وروسيا وإعادة التأكيد على إرادتهما المشتركة للعمل على تعزيزها وتعميقها، بالإضافة إلى تقوية آليات الحوار الثنائي تكون قادرة على دمج المنظور الاستراتيجي الجديد للشراكة على مستوى المشاورات السياسية والتعاون الاقتصادي والتجاري، وكذا تقييم هذا التعاون في ضوء الطموحات المرسومة على أعلى مستوى في الدولتين من خلال عقد اجتماع في شكل موسع يمكن أن يقيِّم التقدم المحرز في الالتزامات التي تم التعهد بها بموجب للشراكة الاستراتيجية العميقة وتروم بالإضافة إلى ذلك، الحفاظ على إنجازات التعاون القطاعي، والتغلب على الصعوبات وأوجه القصور التي لوحظت في كلا الجانبين على مستوى الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في إطار الشراكة وفي الدورات الماضية للجنة المختلطة. أما على المستوى الإقليمي والدولي فإن زيارة المسؤول الروسي ستنصب أساسا على مواصلة النقاش وتوضيح المواقف بشأن قضية الصحراء المغربية، كما ستشكل مناسبة لتأكيد توجه المغرب نحو تعزيز التعاون مع اللجنة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية في ضوء مذكرة التعاون الموقعة بين المغرب وهذه المنظمة في شتنبر 2017. كما سيتطرق الجانبان في مباحثاتهما إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك التكامل الإقليمي، واليد الممدودة للمملكة فيما يتعلق بعلاقاتها مع الجزائر والوضع في الشرق الأوسط ، وبشكل خاص في إيران وسوريا وليبيا. وبخصوص السياسة الأفريقية الجديدةلروسيا، ستتناول المباحثات أيضا الشراكة الروسية المؤسسية مع الاتحاد الإفريقي وعقد قمة روسيا – إفريقيا في مدينة سوتشي في 22 من شهر أكتوبر 2019 ، وإرادة روسيا لتنظيم اجتماع بين البرلمانيين الأفارقة والروس.