كشفت تقارير إعلامية دولية، أن جريمة قتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وما أثارته من ردود فعل غاضبة من طرف العديد من الدول وكذا الرأي العام العالمي، عجلت بإجراء تعديلات تهم الدائرة المقربة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأكدت جريدة “فايننشال تايمز” البريطانية، في تقرير لها نشرته اليوم الخميس، أن المملكة العربية السعودية تريد من خلال تعيين وجوه جديدة ضمن الدائرة المقربة من محمد بن سلمان، بعث رسالة للعالم على أنها تتخذ تدابير لمعالجة مشاكلها، على خلفية مقتل جمال خاشقجي. وأشار ذات التقرير إلى أن الدائرة المقربة لولي العهد تمتعت بنفوذ قوي واستثنائي، ما جعل أعضاء هذه الدائرة يرتكبون مجموعة من الأخطاء لعل أقواها الطريقة البشعة التي تم من خلالها اغتيال خاشقجي، ما جعل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، يتدخل لاحتواء الأزمة المترتبة عن هذه الجريمة البشعة، وتعويض الوجوه التي أصبحت ورقة محروقة بوجوه جديدة قادرة على تلميع صورة ولي العهد. وأضاف تقرير “فايننشال تايمز” نقلا عن مصدر مطلع ومقرب من العائلة الملكية السعودية قوله، إن “الملك سلمان غاضب جداً لما حدث لخاشقجي”، مشيرا إلى أنه يريد إجراء المزيد من التغييرات في محيط ولي عهده، مؤكدا أنه “بالفعل تم إقالة سعود القحطاني، الشخصية المحورية في الدائرة المقربة من الأمير بعد الكشف عن تورطه في عملية قتل خاشقجي”. وتوقع المصدر نفسه إعادة منصب مستشار الأمن القومي الذي ألغي بعد فترة وجيزة من تولي الملك سلمان سدة الحكم في عام 2015، على أن يتولى الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد، وسفير الرياض في واشنطن، هذا المنصب المهم. في ما أكد مصدر سعودي آخر، أن التغيرات المتوقعة ستشمل عدد من وسائل الإعلام التابعة للدولة بسبب فشلها في مواجهة حملات التشويه التي طالت صورة المملكة على الصعيد الخارجي، ومن أجل أن تكون قادرة على الدفاع عن قضايا ومصالح البلاد.