شهدت مناطق إقليمالحوز على امتداد الأيام القليلة الأخيرة زخات مطرية قوية، نجمت عنها سيول جارفة تسببت في فيضانات كبدت الساكنة خسائر فادحة، وألحقت أضرارا بالعديد من المقاطع الطرقية وببعض المنشآت على مستوى البنيات التحتية. وتزامنا مع التساقطات المطرية، تعرف هذه المناطق انخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة جراء تساقط كميات مهمة من الثلوج فوق المرتفعات. وتحسبا لما قد يترتب عن ذلك من عزلة لساكنة مجموعة من القرى والمداشر، عقدت اللجنة الإقليمية لليقظة بإقليمالحوز، اجتماعا لها أمس الأربعاء بالجماعة الترابية آسني، خصص لاستعراض ودراسة التدابير والإجراءات الإستباقية المتخذة من أجل مواجهة آثار موجة البادر القارس والتساقطات المطرية التي يشهدها الإقليم. وخلال هذا الاجتماع، الذي حضره ممثلو جميع القطاعات الحكومية والسلطات الأمنية والمنتخبون المحليون، دعا عامل الإقليم عمر التويمي جميع أعضاء اللجنة والمجتمع المدني إلى ضرورة بذل المزيد من الجهودد والتعبئة الشاملة لمواجهة آثار موجة البرد وفك العزلة عن الساكنة المحلية بالإقليم. وشدد عامل الإقليم أن هذا الاجتماع يأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية للملك محمد السادس، الهادفة إلى التجند لمواجهة والتخفيف من آثار موجة البرد على الساكنة بمختلف مناطق المملكة، مبرزا أن هذه اللجنة اتخذت جميع التدابير اللازمة منذ بداية شهر أكتوبر، وذلك تفعيلا للمخطط الإقليمي لمواجهة آثار موجة البرد برسم سنة 2018-2019، بعد قيامها بتقييم تدخلات الفترة الشتوية برسم 2017-2018. ولتشخيص هذه الوضعية، يضيف عامل الإقليم الذي يرأس هذه اللجنة، تم إحصاء الدواوير المعنية التي بلغ عددها 79 دوارا موزعة على 16 جماعة تتواجد على ارتفاع يتراوح بين 1500 متر و2700 متر، وإحصاء 257 امرأة حامل من المرتقب أن يضعن حملهن خلال الفترة الشتوية حيث سيتم إحالتهن على دور الأمومة لتأمين وضع صحي مريح وسليم لهن، و237 شخصا يعانون من الأمراض المزمنة قصد مواكبة حالتهم الصحية. ومن أجل التخفيف من آثار هذه التقلبات الجوية تم توفير 72 سيارة إسعاف لضمان تدخلات فعالة وناجعة بمختلف الجماعات الترابية، فضلا عن وضع وزارة الداخلية 17 هاتفا خلويا مرتبطا بالأقمار الاصطناعية للتواصل والتنسيق مع مختلف المناطق التي لا تغطيها شبكة الهاتف النقال. كما عملت اللجنة ، حسب التويمي ، على توفير 440 فرنا و430 طنا من خشب التدفئة لفائدة المؤسسات التعليمية والاجتماعية (دور الطالبة)، وتجهيز 49 مركز إيواء لاستقبال الأشخاص بدون سكن، وتوفير 10 مراكز صحية وإصلاحها لاستقبال النساء الحوامل و7 دور للولادة فضلا عن اقتناء وحدات طبية متنقلة ومجهزة وسيارات إسعاف في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقد قامت اللجنة الإقليمية لليقظة بالتدخل يوم الاثنين المنصرم وفي وقت قياسي بتدخلات سريعة لفك العزلة عن بعض الدواوير بالإقليم همت بالخصوص إعادة فتح الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكش وتارودانت على مستوى النقطة الكيلومترية 326 بجماعة زرقطن، والطريق الرابطة بين مراكش وسيتي فاطمة والطريق الرابطة بين جماعة آسني وإمليل، وفتح الطريق الرابطة بين جماعة إيفروان وسيدي غيات. ومن أجل فك العزلة عن مختلف الجماعات الترابية بالإقليم على نحو مستمر وناجع، يضيف المسؤول، عبأت لجنة اليقظة 152 آلية لفتح الطرقات وإزالة الأحجار. وبهذه المناسبة، دعا عامل الإقليم كافة أعضاء اللجنة إلى التعبئة الشاملة والانخراط الفعلي والفعال للتخفيف من آثار موجهة البرد القارس التي يعرفها إقليمالحوز خلال هذه الفترة من السنة وتوفير جميع الظروف الملائمة للساكنة المحلية والتواصل معها لرصد مختلف احتياجاتها الضرورية، مؤكدا، أن اللجنة الإقليمية واللجن المحلية لليقظة بكل مكوناتها من سلطات ومنتخبين ومصالح أمنية وخارجية وبإشراك المجتمع المدني، ستبقى معبأة لتجاوز آثار سوء الأحوال الجوية عملا بالتوجيهات الملكية السامية للملك محمد السادس.