تسود حالة من التذمر واليأس وسط ساكنة مخيمات تندوف، بعد فرض السلطات الجزائرية مؤخرا مجموعة من الإجراءات مشددة للتضييق على الصحراويين ومحاصرتهم، من خلال منع الشاحنات وعربات النقل الخاصة بهم، من الوصول إلى المخيمات عبر الحدود الجزائرية، التي تعتبر المنفذ الوحيد لهم. وكشف مصدر خاص ل”برلمان.كوم” أن النظام الجزائري فرض إجراءين مجحفين على مستعملي وسائل النقل من سكان مخيمات تندوف؛ يتعلق الأول بالشاحنات الكبيرة، إذ لا يسمح لها بالعودة إلى المخيمات إلا بعد مرور شهر كامل من تاريخ خروجها، بينما فُرض على السيارات ووسائل النقل الصغيرة، الانتظار لمدة أسبوع للسماح لها بالدخول إلى التراب الجزائري. وحمل نشطاء بمخيمات تندوف مسؤولية هذا الإجراء الجزائري، لقيادة البوليساريو الانفصالية، بسبب خذلانها وتقاعسها عن التدخل لدى النظام الجزائري للعدول عن قراره المجحف، وما سيخلفه من تفاقم للأوضاع المعيشية للمخيمات. واعتبر عدد من المراقبين والمتتبعين أن هذا الإجراء القاسي المفروض من النظام الجزائري، يكشف بالملموس الحصار المطبق الذي تضربه الجزائر على مخيمات الاحتجاز الصحراوية، ويؤكد توجسها من تزايد حدة الاحتقان الذي عرفه تنظيم البوليساريو بالفترة الأخيرة، من خلال ميلاد تيارات معارضة ترفض الأوضاع السياسية والاجتماعية وضيق الأفق الذي يعيش على وقعه الشباب والنساء بالمخيمات.