دعا حزب الاستقلال، مكونات الأغلبية، خاصة حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، إلى الابتعاد عن ”التدافع والتصادم”، في إشارة منه إلى التوتر الذي وقع بين الحزبين، خلال الآونة الأخيرة. وطالب من أسماهم ب”الفرقاء السياسيين”، بالالتفاف حول ”لحظة توافقية كبرى، بعيدا عن التدافع والتصادم، تحصن المكتسبات وتجدد الالتزام الجماعي بروح ومسار الإصلاح، وتعطي إشارات سياسية قوية بأجندة واضحة للمرحلة القادمة، من شأنها استعادة الثقة في السياسة ومؤسساتها، وإضفاء المعنى من خلالها على جدوى الانتقال إلى هذا النموذج التنموي الجديد”. وأكد حزب “الميزان” في بلاغ له، يتوفر موقع ‘‘برلمان.كوم” على نسخة منه، على أن أزمة التنمية في المغرب لا تنفصل عن ”أزمة حكامة السياسات، وأن تراجع “السياسي” أصبح اليوم مُعَطِّلًا ومصدرَ انحسار للنموذج التنموي الحالي، بعد أن كان محركا وسندا أساسيا في التنمية خلال تجارب الإصلاح الدستوري، والانتقال الديمقراطي، والتناوب التوافقي، والمصالحات الكبرى منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي”. وأشار إلى أن الحزب، وقف، خلال اجتماع لجنته التنفيذية، أمس الأربعاء، على الأوضاع العامة بالمملكة، مسجلا في هذا الصدد ”البطء الكبير المسجل في وتيرة الإصلاح، وغياب رؤية مندمجة للحكومة في وضع وتنفيذ أوراش التنمية المعلن عنها”. كما سجل الحزب ما اسماه ب”ضعف الحكامة والنجاعة في تدبير الشأن العام مع الارتباك المتزايد في صفوف الأغلبية الحكومية. وكل ذلك في تزامن غير مسبوق مع تصاعد الاحتجاجات في عدد من المدن، وتسرب اليأس والإحباط لدى فئات عديدة من المجتمع، وخاصة لدى الشباب الذي أصبح يفضل الهجرة عوض البقاء رهينة في يد حكومة عاجزة على توفير الشغل وضمان كرامته”. وشدد الحزب، على ”أهمية التمفصل السياسي في إرساء أي نموذج تنموي”، مؤكدا أن عرض حزب الاستقلال، مسنود ب”رجعيته التعادلية المتجددة النابعة من التربة المغربية، وتأسيسا على الدعوة الملكية السامية إلى بلورة رؤية مندمجة للنموذج السياسي والاقتصادي والاجتماعي ببلادنا”، وفق نص البلاغ.