في ضربة قوية لكرة القدم في الجزائر، شرع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في فتح تحقيقات بخصوص “الفساد” الذي ينخر الكرة الجزائرية، ولا سيما التلاعب بنتائج المباريات وشراء ذمم الحكام، وذلك على خلفية بث قناة “بي.بي.سي” لتحقيق يكشف الفساد البنيوي المتفشي في مباريات البطولة المحلية. وكشف تحقيق هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية، أن التلاعب بنتائج مباريات الدوري المحلي بلغ “مرحلة اللاعودة”، حيث نقلت عن أحد المتدخلين، دون الكشف عن هويته، أنه ب”إمكان أي شخص التدخل في نتائج المباريات، إذا تمكن من فهم الحيل والطرق التي يمكن استخدامها”. معظم المتدخلين الذين استجوبهم صحفيو “البي.بي.سي”، ومن بينهم لاعبون سابقون وحاليون، وحكام ومسؤولون كرويون، أصروا على إبقاء هوياتهم مخفية، خشية التعرض للأذى. حيث أجمعوا على أن فسادا منهجيا وبنيويا سُمح له أن يتفشى دون حسيب أو رقيب في كل مستويات كرة القدم في الجزائر.”. “فساد تحت الطلب” التقرير، الذي بث يوم الأربعاء َ19 شتنبر، كشف وجود “لائحة أسعار” شبه رسمية، يتم اللجوء إليها لشراء ذمم اللاعبين والحكام. وتختلف الأثمان باختلاف أهمية المباريات ووزن الفرق. ففي دوري الدرجة الأولى، على سبيل المثال، تكلف ضربة جزاء يمنحها أحد الحكام “الفاسدين” حوالي 100 مليون سنتيم جزائري، علما أن الحكام الدوليين في الجزائر يتقاضون أقل من 10 بالمئة من هذا المبلغ شهريا. وحسب نفس “قائمة الأسعار”، فإن ترتيب تعادل بين فريقين يكلف 200 مليون سنتيم (14 ألف أورو)، أما المساهمة في فوز فريق وكسب النقاط الثلاث فيرتفع إلى 600 مليون. أما في الدوريات الصغرى، فإن الوضع أشبه بالجحيم، “فهناك عنف وفساد وكل الآفات الأخرى”، حسب مدير أحد الفرق المحترفة. وسبق لرئيس فريق “اتحاد الشاوية” الجزائري أن تحدث بشكل صريح عن تورطه في العديد من عمليات شراء الذمم وتزييف نتائج المباريات، ما تسبب في توقيفه مدى الحياة، قبل رفع العقوبة عنه من طرف المكتب الفدرالي الحالي. السياسة والكرة مشكل الفساد في الكرة الجزائرية لا يتوقف على مسؤولي الفرق والحكام فقط، بل يجد جذوره داخل اللعبة السياسية في الجارة الشرقية. أحد المسؤولين الكبار في الاتحاد الجزائري صرح للقناة البريطانية أن “الفاسدين معروفون، ولكن لا أحد قادر على اتخاذ اجراءات في حقهم”، مضيفا أن “المشكل سياسي بالأساس، وعندما يتدخل السياسيون في كرة القدم، تكون تلك النهاية”. الفيفا على الخط تقرير “بي.بي.سي” أورد أن الفيفا على علم بالفساد المستشري في البطولة الجزائرية، حيث نقلت القناة عن متحدث باسم الاتحاد الدولي أنه “ينظر في الموضوع ويقوم بجمع المعلومات اللازمة”، مؤكدا أن معطيات التحقيق قد أحيلت إلى هيئات الفيفا المختصة، ومن بينها مكتب التحقيقات الملحق بلجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد”. وحث ذات المتحدث كل من لديه معلومات إضافية عن الموضوع أن يتصل بموقع “بي كا أم أس”، الخاص بالشكاوي.