أقدم جنرالات في الجيش الجزائري على إشراك عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية في مناورات عسكرية قرب تندوف، تحمل اسم “اكتساح 2018″، باستعمال الذخيرة الحية، وبحضور وزير الدفاع الانفصالي، حسب مصادر مطلعة من داخل مخيمات تندوف. وحسب بلاغ لوزارة الدفاع الجزائرية، فإن المناورات جرت في الناحية العسكرية الثالثة، جنوب تندوف، عبر 3 مراحل يتم تدريب الجنود خلالها على تقنيات الرمي والمناورات والاشتباك المباشر والهجوم المضاد، باستعمال راجمات الصواريخ وغيرها من القذائف. وليس من الصدفة أن يتم تنظيم المناورات جنوب تندوف، حيث ترابط ميليشيات البوليساريو الانفصالية، الموظفة من طرف الجزائر ضد المغرب في قضية الصحراء. ولم يعد الجيش الجزائري يجد حرجا في الجهر بعلاقته بجبهة البوليساريو، لا سيما منذ حادث سقوط طائرة عسكرية جزائرية في بوفاريك، أبريل الماضي، ومقتل 29 عنصرا من البوليساريو كانوا على متنها، إلى جانب 257 عسكريا جزائريا. وحسب مراقبين، فإن هذه المناورات العسكرية هي بمثابة “هروب إلى الأمام” للقادة الجزائريين، في الوقت الذي تضغط فيه كبرى العواصم على الجزائر من أجل المشاركة البناءة في حل مشكل الصحراء، بصفتها الداعم الأول لجبهة البوليساريو. ففي أبريل الماضي، أكد مجلس الأمن الدولي على هذه النقطة في قرار رقم 2414، حيث طالب دول الجوار، وعلى رأسها الجزائر، ب”المساهمة الفعالة والالتزام بشكل أقوى من أجل الوصول لحل سياسي”. وتستمر الجزائر في رفض مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل لقضية الصحراء، والذي تعتبره العديد من الدول “واقعيا وقابلا للتطبيق”، كونه يضمن أيضا أمن واستقرار المنطقة.