قال مركز التفكير الكولومبي “سبيلاتام”، إن الجزائر سعت طيلة عقود، ومنذ إحداث إتحاد المغرب الكبير عام 1989، إلى فرض سيطرتها على منطقة شمال افريقيا، مؤكدا أن هذه المساعي فوتت على دول المغرب العربي فرصا هامة لتحقيق النمو والازدهار الاقتصادي. وأوضح المركز أن هذا طموح الهيمنة قد باء بالفشل، على الرغم من الإمكانيات الكبيرة والموارد الهائلة التي تزخر بها البلاد على خلاف دول المنطقة الأخرى". وقالت مديرة المركز، كلارا ريفيروس، في مقال تحليلي بعنوان “تفكك المغرب العربي“، إن الاتحاد صار “في حالة موت سريري”، بسبب محاولة بلدانه البحث عن شركاء اقتصاديين آخرين، ولا سيما دول افريقيا جنوب الصحراء. ونقل تقرير المركز عن مصادر مغربية، إن توجيه وزير الخارجية الجزائرية، عبد القادر مساهل، بمراقبة المساهمات المالية الجزائرية الموجهة لاتحاد المغرب العربي، كان بعلة “التقارب” المزعوم بين أمينه العام التونسي الطيب بكوش والمغرب، مضيفا أن هذا القرار “كان آخر مسمار يدق في نعش الاتحاد”. بالمقابل، ذكر المركز الكولومبي بتنبيه الملك محمد السادس إلى الوضعية السيئة التي يمر منها اتحاد المغرب الكبير في مناسبتين خلال سنة 2017 . ففي نوفمبر من نفس السنة، قال العاهل المغربي، في رسالة وجهها إلى قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي بأبيدجان : “وقد كان بمقدور تجمعاتنا الإقليمية التصدى لهذا الوضع، بطريقة أكثر نجاعة وفعالية. وهنا يمكن أن نفكر في الاتحاد المغاربي لو كان موجودا حقا، لكنا أكثر قوة في مواجهة هذا التحدي. ولكن مع كامل الأسف، فالاتحاد المغاربي لا وجود له ! ووفق الأكاديمية الكولومبية، فإن من أوجه ضعف الاتحاد المغاربي، عدم تبادل المعلومات الاستخباراتية بين المغرب والجزائر، حيث يفضل البلدان التعاون مع البلدان الأوروبية والافريقية بشكل منفصل. وأكد المركز المتخصص في التحليلات السياسية والاستراتيجية بأمريكا اللاتينية على الدور “الهدام” الذي تلعبه الجزائر داخل اتحاد المغرب العربي، حيث تنظر بعين الريبة إلى التقارب بين جارتها تونس وأمريكا، التي اختيرت رسميا في 2015 من قبل الرئيس السابق باراك أوباما ك "حليف رئيسي غير عضو في حلف الناتو"، وأضاف “سبيلاتام” إن الهجوم الإرهابي الذي شهدته تونس يوم 8 يوليوز الماضي، وأدى إلى مقتل 6 عناصر من جهاز الحماية الوطنية، خلق توترا بين تونسوالجزائر. هذه الأخيرة أولت بعض أقوال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد على أنها “اتهام بتورطها في الهجوم الإرهابي”. وأوضحت كاتبة المقال أن تحفظات الجزائر حول التموقع الاستراتيجي لتونس ترتبط أيضا بالمخاوف من تأثير هذا التموضع الجديد على هدف الجزائر بإقناع إدارة ترامب بوضعها الريادي بخصوص الاستقرار بالمنطقة المغاربية، مضيفا الجزائر “لا تنظر بارتياح إلى الحضور العسكري للغرب بمنطقة الساحل أو إلى الناتو بالقرب من حدودها”.