تزامنا مع ظهور وباء الكوليرا الذي أدى إلى وفاة شخصين وإصابة العشرات بالجارة الجزائر، عممت منظمة الصحة العالمية، مجموعة من التعليمات الوقائية لحماية الأشخاص من هذا المرض المميت. وأكدت المنظمة في المقال المنشور على موقعها الرسمي، أن خدمات المياه المأمونة والإصحاح والنظافة تكتسي أهمية حاسمة لحماية الأشخاص من الكوليرا. مؤكدة أن تحسين خدمات المياه والإصحاح والنظافة العامة أثبثت فعاليتها في مكافحة الكوليرا والقضاء عليها في عدة بلدان. وأضاف ذات المصدر، أن لقاح الكوليرا الفموي يعد حلاً مؤقتاً يمكن نشره قبل الاستثمار في خدمات المياه والإصحاح والنظافة، مشيرا إلى أن هذا اللقاح يعتبر في الوقت الحالي جزءاً من التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع أي من حافظة التحالف من أجل اللقاحات، يمكن أن يصبح استخدام اللقاح في السياقات التي يتوطنها المرض أكثر شيوعاً. ومع ذلك، يضيف المصدر، لا ينبغي أن يكون تعزيز انتشار استخدام لقاح الكوليرا الفموي على حساب الاستثمار في خدمات المياه والإصحاح والنظافة واستمرار هذه الخدمات وخصوصاً في المناطق الساخنة التي ينتشر فيها المرض مثل الأحياء الفقيرة الحضرية والقرى الريفية النائية التي تطرح تحديات لوجستية وتقنية. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تنفذ عدة تدخلات متعلقة بالمياه والإصحاح والنظافة بسرعة وبتكلفة ميسورة كمعالجة المياه وتخزينها المأمون في مواضع الاستخدام والعمل المجتمعي من أجل وضع حد للتغوط في العراء وتوفير الصابون وتعزيز غسل اليدين. ويبلغ برنامج الرصد المشترك بين منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية (المنظمة) عن التقدم السريع الذي أحرزته عدة بلدان منخفضة الدخل على غرار كمبوديا وإثيوبيا في مجالات مثل القضاء على التغوط في العراء الذي تبيّن أنه يحد من أمراض الإسهال بشكل ملحوظ 4,5. وترى فرقة العمل العالمية لمكافحة الكوليرا أن الاستثمارات المتصلة بخدمات المياه والإصحاح والنظافة ترسي الأساس لتحقيق الهدف المتمثل في الحد من حالات الوفاة الناجمة عن الكوليرا بنسبة 90% بحلول عام 2030. وذكرت المنظمة ثلاثة إجراءات رئيسية لابد من اتخاذها لضمان منح الأولوية لمثل هذه الاستثمارات في إطار الجهود المتجددة للقضاء على الكوليرا. في المقام الأول، ينبغي للبلدان أن تشارك في الجهود الرامية إلى توفير خدمات المياه والإصحاح والنظافة، وفي المقام الثاني، ينبغي عليها بذل الجهود لضمان أن تخصص المبادرات الرامية إلى تعزيز النظم الصحية وتوفير الرعاية الجيدة الموارد الكافية لإتاحة خدمات المياه والإصحاح واستمرارها ولا سيما في مراكز علاج الكوليرا. وفي المقام الثالث، يجب على الجهات المانحة والشريكة أن تتواءم على أساس الخطط الوطنية المتعددة القطاعات لمكافحة الكوليرا وألا تستثمر ببساطة في تدخلات مستقلة. وسيستلزم هذا التحول فهم القوى المحركة السياسية ودعم المقاييس المشتركة والمساءلة.