وسط حالة تأهب كبيرة في المغرب، خوفا من تسلل وباء "الكوليرا" من الجارة الشرقية الجزائر، أكدت منظمة الصحة العالمية أن القضاء على هذا "الفيروس" مرهون بتوفير الخدمات الأساسية للمياه، والصحة، والنظافة العامة. وقالت المنظمة، في مقال لها نشرته في موقعها الرسمي، تزامنا مع عودة "الكوليرا" إلى المنطقة المغاربية، إن خدمات المياه، والصحة، والنظافة تكتسي أهمية حاسمة لحماية الأشخاص من هذا الوباء، معتبرة أن أنشطة تحسين خدمات المياه أثبتت فعاليتها في مكافحته، والقضاء عليه في عدد من البلدان. واعتبرت المنظمة الأممية أن لقاح "الكوليرا" الفموي حل مؤقت، يمكن الاستعانة به قبل الاستثمار في خدمات المياه، والإصحاح، والنظافة، إلا أن المنظمة تحذر من الاقتصار على استخدامه، وقالت إنه "لا ينبغي أن يكون تعزيز انتشار استخدام لقاح الكوليرا الفموي على حساب الاستثمار في خدمات المياه، والإصحاح، والنظافة، واستمرار هذه الخدمات، خصوصاً في المناطق الساخنة، التي ينتشر فيها المرض مثل الأحياء الفقيرة الحضرية، والقرى الريفية النائية، التي تطرح تحديات لوجستية وتقنية". وتقول المنظمة ذاتها إن الدول المهددة ب"الكوليرا" يمكنها تنفيذ مخططات سريعة لتعزيز خدمات المياه، وبتكلفة ميسورة، كمعالجة المياه، وتخزينها في مواضع الاستخدام، والعمل المجتمعي من أجل وضع حد للتغوط في العراء، وتوفير الصابون، وتعزيز غسل اليدين. يذكر أن الحكومة المغربية أعلنت، أمس الخميس، على لسان الناطق الرسمي باسمها، مصطفى الخلفي، أنها تنزل، حاليا، معايير منظمة الصحة العالمية للحماية من وباء "الكوليرا"، الذي ظهر في الجارة الشرقية الجزائر، نافية في السياق ذاته تسجيل أي حالة من هذا الداء في المغرب، ومشددة على أنه طبقا لالتزامات المغرب مع هذه المنظمة الأممية، فالبلد ملزم بالتبليغ عن أي حالة يتم تسجيل إصابتها بهذا الوباء.