انتهت مسيرة رجل السياسة الأمريكي جون ماكين، يوم السبت الماضي، قبل أن يحقق حلمه في الوصول إلى البيت الأبيض، بعد فشله في الانتخابات الرئاسية لمرتين. وبالرغم من هذا الفشل، كان ماكين دائما من أبرز صقور السياسة الخارجية الأمريكية. وشكل رحيل ماكين، بعد صراع طويل مع السرطان، حزنا عارما في مختلف الدول العربية، التي كان معظم حياتها صديقا وفيا لها، وأسدى إليها خدمات جليلة، على غرار المغرب. ماكين والمغرب ربطت السيناتور الأمريكي، علاقات جيدة مع المملكة المغربية، إذ كان من أشد الداعمين الأمريكيين لمسلسل الإصلاحات الديموقراطية التي دشنها المغرب في العهد الجديد. بل أكثر من ذلك، ناصر ماكين المغاربة المحتجزين في تندوف، إذ دعا في 2005 جبهة البوليساريو إلى إطلاق سراح المعتقلين المغاربة ال400 الذين كانوا محتجزين في تيندوف، وندد بذلك الاحتجاز المنافي لمواثيق حقوق الإنسان. ماكين واحترام إردة الشعوب من بين ما كان حريصا عليه السيناتور الأمريكي احترام إرادة الشعوب، إذ حث ماكين الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، على التنحي، فور اندلاع الاضطرابات التي اطلق عليها اسم “الربيع العربي” في عام 2011. ودعا الولاياتالمتحدة إلى اتخاذ موقف مؤيد للديمقراطية في المنطقة العربية رغم مخاطر استحواذ الإسلاميين المتطرفين على السلطة في دول المنطقة. وأطلق ماكين على معارضي الرئيس الليبي معمر القذافي لقب “My Heros” أي “أبطالي” وزارهم في بنغازي، وكان من أقوى المؤيدين للتدخل العسكري الغربي في هذا البلد في عام 2011. وساند ماكين القوات المعارضة في سوريا، وقام بزيارتها في ماي 2013، ودعا إلى تزويدها بالأسلحة الثقيلة لإقامة منطقة حظر طيران تشمل كافة الأراضي السورية. يشار إلى أن جون ماكين كان قد أمضى أكثر من خمس سنوات من عمره أسير حرب، بعد أن أسقطت النيران المعادية طائرته الحربية خلال مهمة قتالية فوق فيتنام في عام 1967. وأمضى خمسة أعوام ونصف العام في الأسر منها عامان في الحبس الانفرادي، وتعرض مرارا للضرب والتعذيب مما ألحق به عاهة مستديمة.