“فوضى في عملية عبور 2018 تثير استياء السائحين”، هكذا عنونت جريدة “إل فارو دي سبتة” مقالها، الذي كشفت فيه معاناة مغاربة المهجر خلال عملية العبور من مضيق جبل طارق في اتجاه حدود سبتةالمحتلة. وكشفت الجريدة أن عملية عبور مضيق جبل طارق أصبحت تشكل كابوسا للمهاجرين الذين قرروا عبور الحدود من مدينة سبتةالمحتلة. وأضافت الجريدة أن العديد من العائلات تضطر للانتظار ساعات طويلة داخل سياراتهم من أجل عبور الحدود. وتابعت الجريدة، أن الكثير من العائلات صدمت وتفاجأت من الوضع السيء في الحدود، فالبعض منهم لم يزر المغرب منذ سنوات ولم يكن يتخيل أن يسوء الوضع إلى هذه الدرجة، وأنه يجب عليهم الانتظار لساعات في الصف دون أن يعرفوا متى سيغادرون. والتقت الجريدة بإحدى العائلات القادمة من مدينة بلباو الإسبانية، تنتظر لعبور الحدود بمنطقة خوان الثالث والعشرين، حيث صرحت بأن “الشرطة المحلية أخبرتنا أن الحدود مقطوعة ولا يمكننا العبور، لذلك اضطررنا إلى ركن السيارة هنا للانتظار. قطعنا 25 ساعة من السفر، والآن نحن تحت أشعة الشمس وبرفقتنا أطفال في السيارة”. وأكدت الغالبية العظمى أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر، مشيرين إلى أنه في السنة الماضية كانت هنالك العديد من قوات الشرطة الوطنية والحرس المدني، وأنه منذ بداية عملية العبور لم يسبق لهم أن شاهدوا صفوفا بمثل هذا الحجم. وقالت إحدى المسافرات للجريدة، “لم يسبق لي أن شاهدت مثل هذا الصف، لقد وصلت إلى المدينة الأسبوع الماضي في آخر رحلة باخرة بالليل ولم تواجهني أية مشكلة، بل بالعكس عبرت الحدود بسهولة، أما اليوم فأنا أشعر أنني بصدد العبور إلى مدريد (تقولها مازحة)”. من منطقة خوان الثالث والعشرين إلى غاية النقطة الحدودية “تاراخال”، تجد العديد من السيارات القادمة من إسبانيا ومن باقي الدول الأوروبية واقفة ولا تتحرك، أصحابها مستاؤون ينتظرون أن تبدأ الحركة بالصف. بعد هذه التجربة المريرة، أكد عدد من مغاربة الخارج أنهم لن يقوموا بالعبور إلى المغرب من حدود سبتةالمحتلة مرة أخرى، كما هو الشأن بالنسبة لعائلة قادمة من باريس التي سلكت هذا الطريق لأول مرة عوض العبور في اتجاه مدينة طنجة، حيث قالت “لن نكرر هذه التجربة مرة أخرى”. أولئك الذين يعبرون كل سنة من سبتةالمحتلة في اتجاه المغرب تفاجؤوا من حجم الفوضى التي تعيشها المدينة هذه السنة، وبالخصوص غياب رجال الشرطة والحرس المدني الإسباني. ومن أجل معرفة ما إذا كان هذا الوضع سوف يطول أكثر فأكثر، اتصلت الجريدة بمندوبية حكومة سبتةالمحتلة؛ غير أنها لم تتلق أي رد حول الموضوع. وأثار هذا الوضع استياء المسافرين الذين عوض بدء عطلتهم بشكل عادي، أصبح عليهم الانتظار في الصف لساعات طويلة داخل سياراتهم تحت أشعة الشمس دون أن يعرفوا متى سيصلون إلى وجهتهم.