قال نائب المدير العام المساعد في التخطيط والعمليات والطوارئ والمنسق الوطني لعملية عبور مضيق جبل طارق لموسم 2014، خوسيه كارلوس باييزا لوبيز، إن العملية الموسمية لعبور المهاجرين المغاربة من الموانئ الجنوبية لإسبانيا في اتجاه شمال المملكة المغربية، "عرفت تحسنا كبيرا منذ إحداث ميناء طنجة-المتوسط". وأكد خوسيه كارلوس باييزا، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تشييد ميناء طنجة-المتوسط، "كان له أثر إيجابي كبير على سيولة حركة المسافرين والسيارات والشاحنات"، مبرزا أن "الوضع تغير كثيرا منذ الأربع سنوات الأخيرة التي مرت على افتتاح هذا الميناء، حيث أصبحت عملية العبور تتسم بمرونة وسلاسة غير مسبوقتين". وأشار إلى أن لميناء طنجة-المتوسط قدرة استيعابية هائلة وأرصفة تسع لرسو ما يكفي من العبارات لتنظيم الرحلات من وإلى هذه البوابة البحرية، مشيرا إلى أن التنسيق بين عناصر البحرية المغربية والإسبانية في هذا الجانب "جد فعال، إذ تم إعداد مخطط للأسطول يقضي بخروج خمس عبارات للمسافرين من ميناء الجزيرة الخضراء بالتزامن مع خروج خمسة أخرى من ميناء طنجة-المتوسط، فضلا عن باخرتين خاصتين بالشحن". كما يجري تأمين رحلات المهاجرين بين ميناءي طريفة (جنوب الأندلس) وطنجة-المدينة بواسطة أربع عبارات، اثنتان في كل واحد منهما، مقابل تشغيل أربعة أخرى في الخط الرابط بين الجزيرة الخضراء ومدينة سبتةالمحتلة (اثنتان في كل منهما). ونوه المسؤول الإسباني ب"التعاون الجيد القائم بين سائر المتدخلين، إسبان ومغاربة، من أجل تدبير أنجع للتدفقات الكبرى للأشخاص والعربات" طيلة فترة العبور الممتدة من 15 يونيو إلى 15 شتنبر، وقال في هذا الصدد "نحرص كثيرا على توفير شروط السلامة للمهاجرين العابرين لمضيق جبل طارق خلال مرحلتي الذهاب والعودة". وذكر بالعلاقة المباشرة القائمة بين وزارتي الداخلية في البلدين والتعاون الأمني "الممتاز" في ما بينهما، مبرزا أهمية التنسيق الذي يقوم به المكتبان المشتركان للشرطة بميناءي الجزيرة الخضراء وطنجة-المتوسط في عدد من القضايا ذات الصبغة الأمنية. وأوضح المنسق الوطني لعملية عبور المضيق أن كل التدابير والمخططات التي سبق دراستها في اجتماعي اللجنتين المشتركتين بمدينتي شقوبية (وسط إسبانيا) ومراكش، يسري حاليا تنفيذها في "جو من التعاون المثمر والتنسيق الفعال بين كافة المتدخلين"، موضحا أنها تؤتي أكلها بشكل جلي. وبخصوص مستجدات موسم العبور الجاري، قال إنها تتجلى في إعداد منطقتين شاسعتين خاصتين بتدبير الطوارئ خارج ميناءي الجزيرة الخضراء وطريفة، مجهزتين بالحمامات والمراحيض والماء الصالح للشرب ومراكز العناية الصحية والإسعافات الأولية ومكاتب للإرشاد معززة بمترجمين، إلى غير ذلك من الخدمات التي توفر سبل الراحة لأزيد من عشرة ألف مسافر في اليوم (حالة الجزيرة الخضراء) خلال الفترات الحرجة والأشد حرجا في انتظار موعد الإركاب. وفي معرض حديثه عن مرحلة الذروة العالية الممتدة من 25 يوليوز إلى 5 غشت، أكد نائب المدير العام المساعد في التخطيط والعمليات والطوارئ، أن المدة التي تطلبها الانتظار قبل الإركاب، "لم تتجاوز ساعتين كحد أقصى، عوض 15 ساعة التي سجلت بداية أسبوع شهر غشت من العام الماضي". وأضاف أن السماح للمسافرين بالركوب في أي عبارة كيفما كانت الشركة التي اقتنوا منها التذاكر، ساهم كثيرا في التخفيف من ظاهرة الاكتظاظ داخل مرافق الميناء، ومن امتصاص غضب العابرين الذين كانوا مقيدين في السابق ببرامج رحلات الشركات التي اقتنوا منها التذاكر ومجبرين على الانتظار ساعات طوال قبل وصول موعد رحلاتها. وأشار إلى أن يوم السبت الأخير من شهر يوليوز (يوم 26) شهد لوحده عبور ما بين 28 ألف و30 ألف مسافر و7800 سيارة من الجزيرة الخضراء إلى طنجة-المتوسط، مقابل عبور ما بين 24 ألف و25 ألف مسافر و6500 سيارة يوم الأحد 27 يوليوز، وأن العدد الإجمالي للعابرين من نفس الميناء منذ 15 يونيو إلى 31 يوليوز الماضيين، بلغ 443 ألف و279 مسافرا، ما يمثل زيادة بنسبة 15 في المائة مقارنة مع الفترة عينها من العام المنصرم. كما ارتفع حجم السيارات في ذات الفترة بنسبة 5,6 في المائة بعد نقل 119 ألف و895 سيارة عبر نفس الخط البحري الرابط بين الجزيرة الخضراء وطنجة-المتوسط. وبالنسبة لميناء خليج طريفة فقد سجل، حسب المنسق الوطني لعملية العبور، زيادة قدرت ب31,8 في المائة بالنسبة للأشخاص (124 ألف و15 مسافرا) و32 في المائة بالنسبة للعربات (20 ألف و928 عربة). وتفاديا للضغط على بعض الطرقات التي يرتادها المسافرون المحليون لقضاء عطلة الصيف، أوضح خوسيه كارلوس باييزا لوبيز أنه تم إغلاق ميناء طريفة في وجه حركة الملاحة البحرية منذ ظهر فاتح غشت إلى غاية الثانية بعد ظهر اليوم الاثنين، وذلك لتسهيل حركة المصطافين في الطرقات. وأشار إلى أن هذا الميناء أغلق في عملية عبور 2013 لمدة خمسة أيام بسبب سوء أحوال الطقس، وذلك كإجراء احترازي لضمان سلامة العابرين. وأوضح أن المهاجرين الذين دخلوا في الأسابيع الأولى من انطلاق عملية العبور، أخذوا في العودة إلى ديار المهجر، ما يعني أن العبارات القادمة من الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق لم تعد تأتي شبه فارغة كما كان الأمر في بداية موسم العبور.