حاول العديد من الباحثيين والمؤرخين تتبع شجرة العائلة المالكة السعودية ولكن الباحث السعودي عبدالرحمن الشبيلي قال في مقال بجريدة «الشرق الأوسط» اللندنية، إن القليل من الباحثين السعوديين سلط الضوء توثيقاً على جوانبها الأسرية وأعدادها ومنازلها العُمرية، ذلك لأنهم ربما يجدون شيئاً من الحرج في تحديد التسلسل والتداخلات، لدرجة أن أكثر من تناوله فيما مضى كان من مؤرخين غير محليين، من أمثال عبدالله فيلبي (بريطاني) وخير الدين الزركلي (مؤرخ سوري) وحافظ وهبة (باحث مصري ومصمم العلم السعودي الحالي)، فبقي الموضوع، رغم وضوحه ومعاصرة أهله، مجالاً لاختلاف الروايات وكثرة الأخطاء والتناقضات. يقول الشيبلي إنه ثم تجدّد الاهتمام عندما تم إقرار نظام جديد في 2006 يقضي بتشكيل «هيئة للبيعة»، تتكوّن من «عَقِب» المؤسس، وتتركز مهامها في اختيار ولي العهد «ملك المستقبل» بعد التأكد من أهليته، مع تخويلها التصرف في حال خلوّ أحد المنصبين الملك أو خليفته أو عجزهما، إلى غير ذلك من الأمور التنظيمية، التي تكفل استمرار الحكم، وتتلافى حدوث أي فراغ دستوري فيه. وأضاف الشبيلي أن مما يساعد على الإحاطة بهذه الأسرة مع ازدياد عدد أحفادها هو التعرف على أصولها وفروعها، وعلى تداخلات أواصر المصاهرة (الأرحام) بينها، وعلى الكِنى والألقاب، إن وجدت. تقسيمات الأسرة المالكة: يمكن، بشكل عام الاجتهاد بتقسيم الأسرة السعودية الحالية إلى أربع مجموعات رئيسية، وهي: 1 الفروع التي تلتقي مع آل سعود في جدهم الأعلى مقرن، ولكنهم ليسوا من أبناء (سعود بن محمد بن مقرن) الذي تتسمى الدولة باسمه. 2 الفروع التي تتحدر من سعود بن محمد بن مقرن (والد الإمام محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى) ومنهم: آل محمد بن سعود نفسه، وآل ثنيان، وآل مشاري، وآل فرحان. 3 أسر تتفرع من الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية، ومنهم آل جلوي، وآل تركي، وآل فيصل (وينبثق عن الأخيرين: آل عبد الرحمن بن فيصل، وآل سعود بن فيصل وغيرهم). 4 ذرية الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة المعاصرة (وهم موضوع هذا المقال) وهم يكوّنون فرعاً يتحدر من كل الأصول الثلاثة السابقة، ويطلق عليهم لقب «أصحاب السمو الملكي». * سلالة الملك عبد العزيز * كانت ولادة الملك عبد العزيز على الأرجح في عام 1876 بمدينة الرياض، ووالدته هي: سارة بنت أحمد السديري (الأول)، وقد أمضى مقتبل شبابه في الكويت قبل أن يقوم بمحاولته الثانية لاستعادة الرياض (1902)، وكان له من الإخوة خالد وفهد وفيصل (أكبر منه) ثم محمد وعبد المحسن وسعد (الأول) وسعود وعبد الله وسعد (الثاني) ومساعد، ومن الأخوات: نورة وهيا ومنيرة وشاهة ولطيفة ودليّل وشيخه والجوهرة وموضي وحصة ولولوة وسارة وشريفة، ولم يبق من ذرية الإمام عبد الرحمن الفيصل هؤلاء، إخوة الملك عبد العزيز حسب علمي سوى الأميرة شيخة بنت عبد الرحمن الفيصل. وفي أثناء مكوثه في الكويت، ولد نجله الأكبر تركي الذي يكنى الملك به (أبو تركي)، وقد قدر له أن يعيش حتى عام 1919 بعد أن خلف من الذكور ابنه الوحيد فيصل بن تركي (الأول) الذي كان تولى حقيبة وزارتي العمل ثم الداخلية في عهد الملك سعود، ثم ولد في الكويت للملك عبد العزيز في عام فتح الرياض (1902) شقيق لتركي، هو سعود الذي أعلن كأول ولي عهد (وريث) للملك عبد العزيز (1933) وتولى الحكم بعد وفاته (1953). ثم توالت ولادة أبناء الملك عبد العزيز في مدينة الرياض ومدن أخرى، وهم دون ترتيب (بالإضافة إلى تركي وسعود): فيصل ومحمد وخالد وناصر وسعد ومنصور وفهد وعبد الله وبندر ومساعد وعبد المحسن ومشعل وسلطان وعبد الرحمن ومتعب وطلال ومشاري وبدر وتركي (الثاني) ونواف ونايف وفواز وسلمان وماجد وثامر وممدوح وعبد الإله وسطام وأحمد وعبد المجيد ومشهور وهذلول ومقرن وحمود (وهو الأصغر سناً). وهناك من الأبناء من لم يذكر لوفاته في أثناء صغره أو شبابه مثل سعد (الأول) وفهد (الأول) ومتعب (الأول) وهكذا. ويتوقف الباحثون كما سلف عن الخوض في أعمار هؤلاء الأبناء، وذلك بسبب عدم دقة المعلومات التي توثق تواريخ ميلادهم، إذ ما يزال البعض يقرن ذلك بأحداث حربية أو سياسية أو طبيعية، علماً بأن جريدة «أم القرى» ومصادر أخرى قد وثقت مواليد البعض أو وفياتهم. * أولاً: الأبناء الذين تولوا مقاليد الحكم بعد الملك عبد العزيز، وهم: الملك سعود (1953 1964). الملك فيصل (1964 1975). الملك خالد (1975 1982). الملك فهد (1982 2005). الملك عبد الله (2005 وحتى الآن). * ثانياً: الأبناء الذين شاركوا في أعمال حربية مبكرة، وهم: * تركي (الأول) وسعود وفيصل ومحمد وخالد. * ثالثاً: الأبناء الذين توفوا عدا الملوك الأربعة وهم: * تركي (الأول) ومنصور (وقد توفيا إبان حياة الملك عبد العزيز) ثم ثامر، وسعد (الثاني)، وعبد المحسن، وناصر، وحمود، ومشاري، وماجد، هذا فضلاً عمن توفى في صغره أو شبابه كما سلف.