شهدت الزاوية “البصيرية” الدرقاوية الشاذلية باقليم أزيلال تقاطر العشرات من الشخصيات والأعيان وممثلي القبائل الصحراوية بالجهات الجنوبية الثلاث منذ يوم أمس، للمشاركة بالملتقى السنوي والفعاليات المخلدة للذكرى 48 لانتفاضة “الزملة” التاريخية التي قادها سيدي محمد بصيري بمدينة العيون ضد المستعمر الإسباني بالصحراء المغربية في 17 يونيو سنة 1970. وتعتبر مشاركة القبائل الصحراوية وحضورها للملتقى السنوي والدولي المنظم بالزاوية “البصيرية” بنفوذ إقليم مدينة أزيلال، موعدا وطنيا غاية في الأهمية لما له من الدلالات والرسائل القوية المترجمة لمشاعر إحياء صلة الرحم والوصل بين القبائل المغربية، وتمتينا للروابط التاريخية وتعزيزا للوحدة الترابية بين شمال المملكة والأقاليم الجنوبية. وحسب مصادر ل”برلمان.كوم“، فقد حظيت القبائل الصحراوية إلى جانب المشاركين والضيوف الوافدين من باقي المناطق باستقبال رسمي من طرف وفد ترأسه والي جهة بني ملال -خنيفرة وعامل إقليمأزيلال وعامل إقليم لفقيه بنصالح والمسؤول عن الزاوية “البصيرية” الشيخ إسماعيل بصيري، بالإضافة إلى مجموعة من خدام الزاوية الصوفية وسدنتها. وأضافت ذات المصادر، أن الموسم الدولي بالزاوية “البصيرية” ببني ملال سيعرف تنظيم ندوة حول المقاوم “سيدي محمد بصيري” وجهوده المبذولة ضد المستعمر الإسباني بالصحراء، وكذا تنشيط مجموعة من الحلقات والندوات الفكرية والصوفية والمداخلات التي تروم التركيز والتعريف بالدور الفعال للتصوف بالمغرب ومهام الزوايا الدينية في تكريس ثقافة السلم والتسامح والتضامن. وتجدر الإشارة إلى أن الزاوية “البصيرية” الواقعة بمدينة أزيلال تنتسب للشيخ سيدي إبراهيم البصير المتوفى سنة 1945م، وهو الذي أسسها ببني عياط سنة 1913م، وتتبع إداريا لعمالة أزيلال، كما يعود نسب أسرة آل البصير إلى قبيلة الشرفاء الركيبات فخذ “الموذنين”، وهي من الزوايا النشيطة بالعصر الحاضر، ويقل نظيرها في العالم الإسلامي لما تجمعه من الأصالة والمعاصرة من خلال بابها المفتوح في وجه الطلبة على مدار السنة وما تلقنهم من أصول الدين والفقه وباقي المناهج الدراسية.