بهجة العيد وفرحته جزء من فرحتي الصائم، وأجواؤه الصباحية يكون لنا شعور خاص بمدينة وجدة، المدينة التي مازالت تحتفي بتقاليد جمة خلال عيد الفطر، وبعادات راسخة منذ عشرات السنين تترجم إلى مظاهر احتفالية متنوعة وإلى سلوكات تبدو بارزة صباح العيد وخاصة بعد أداء صلاة هذه المناسبة، كما أن يوم العيد له برنامجه الخاص للعائلات المغربية. فرحة العيد عند الأطفال مرهونة ب “التدويرة” هو مشهد يتكرر كل صبيحة عيد بعد أداء صلاة العيد، حيث تجد أطفال الأحياء يقومون بجولة خاصة إلى منازل الجيران ليباركوا العيد لأهلها فيحصلوا بذلك على مبلغ مالي، على سلوكهم، وهو الأمر الذي تشجعه العائلات الوجدية حتى تشجع هؤلاء الأطفال على الشعور بفرح هذه المناسبة الدينية والتشبع من خلالها والشعور بها بقيم دينية تترجمها معاني العيد القائمة على التسامح والإخاء والمحبة وإصلاح ذات البين. فالأطفال بملابسهم الجديدة التي يتفاخرون بها في صبيحة العيد، يطرقون أبواب “الحومة” ليجدوا في استقبالهم الجيران يمدون لهم مبلغا رمزيا يتحدد في بعض دريهمات ويبقى هؤلاء الأطفال في تنافس بينهم لمدة من الوقت حتى يتمكنوا من جمع أكبر قدر من الدراهم، والتي لا يقومون بطلبها ممن يهنئونهم بالعيد وإنما يحصلون عليها بمجرد أدائهم واجب التهنئة. أربع مصليات بوجدة تشهد أجواء خاصة اختار سلطات المدينة والساهرين على الشأن الديني بها خلال السنين الأخيرة أن تضيف عددا من المصليات بالمدينة بمساحاتها الشاسعة، فبعدما كانت مصليات المدينة تقتصر على مصليين اثنين يشهدان ازدحاما كبيرا ويقعان في مناطق كانت تعتبر بعيدة، وفرت هذه الجهات المسؤولة مصليات أخرى أقرب إلى المواطن الوجدي، وخففت الضغط عن بعضها البعض بحث أصبحت كافية بشكل كبير، وهي المصليات التي يحج إليها الآلاف من المصلين، لأداء صلاة العيد ثم تبادل التهاني عقب الانتهاء منها، في مشهد روحي وإنساني يترجم قيم التسامح والمحبة بين الناس. صلة الرحم وازدحام شوارع المدينة صبيحة العيد حركة غير عادية تعرفها شوارع مدينة وجدة عاصمة المغرب الشرقي بعد صلاة العيد حيث تنتشر السيارات في مختلف الشوارع منتقلة صوب أحياء المدينة، لتتبادل العائلات الوجدية تهاني العيد، إذ تعد هذه المناسبة فرصة لصلة رحم قطع قبل أشهر ولتجديد الصلة بالأقارب والأحباب والأصدقاء، بما ينص عليه الدين الحنيف، والقيم الإنسانية التي تعرف عند المغاربة، ولا شك أن ما يطبع هذه المناسبة بوجدة هو الاهتمام الكبير بحلوى العيد التي تزين موائد الصالونات بكل بيت، وتقدم للضيف الذي يحل ليقدم التهاني، خاصة ببعض الأحياء الشعبية بالمدينة والتي مازالت تحتفظ بتقاليد خاصة، حيث أن سكانها يفتحون أبواب منازلهم لكل من ود من الجيران الدخول ومشاركة العائلة كأس الشاي والابتسامة. هي إذا أجواء عيد خاصة تعيشها وجدة على غرار باقي مناطق المملكة، حيث تنكشف في هذه المناسبة قيم حميدة دينية ووطنية عرف بها المغاربة منذ مئات السنين.