بعد ست عمليات إغاثة مختلفة وإنقاذ أكثر من 600 مهاجر من الغرق قبالة سواحل ليبيا، لاتزال سفينة “أكواريوس” عالقة في البحر المتوسط بعد أن رفض وزير الداخلية الإيطالي السماح للسفينة من أن ترسو في ميناء بلاده. ولم تقبل مالطا بدورها استقبال المهاجرين. وتعرب منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها إزاء وضع 629 مهاجرا بينهم 123 قاصرا و7 نساء حوامل. أنقذت هذه السفينة 629 مهاجرا إثر ست عمليات ليلية وسط البحر المتوسط السبت 9 يونيو، إلا أنها لاتزال حتى الآن تبحث عن ميناء للرسو. وأوضحت منظمة “إس أو إس ميديتيرانيه” على “تويتر” أن سفينة “أكواريوس” قامت بإنقاذ 629 مهاجرا من الغرق في البحر المتوسط بينهم 123 قاصرا بدون مرافق و11 طفلا وسبع نساء حوامل. وذكرت أن طاقم السفينة لايزال في البحر بانتظار التعليمات. وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود، أن الوضع الصحي للمهاجرين على متن السفينة في وضع مستقر لكن التأخير قد يعرض حياتهم للخطر، خاصة مع وجود نساء حوامل ومهاجرين مصابين بحروق ومرضى يعانون من انخفاض في درجة حرارة الجسم. وكان وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سالفيني رفض السماح للسفينة بأن ترسو في موانئ إيطاليا، وطلب من مالطا استقبال السفينة، التي رفضت بدورها تولي هذه المهمة وأوضحت أنها ليس لها دور في عمليات الإنقاذ. ورغم تصريحات وزير الداخلية بمنع السفن من الرسو في موانئ بلاده، إلا أن سلطة إدارة الموانئ لا تعود لسالفيني. وأعلن رئيس بلدية نابولي لويجي دي ماجيستريس من جهته، أن القارب سيكون موضع ترحيب في ميناء المدينة. وقال لويجي دي ماجيستريس “إذا سمح وزير بلا قلب للنساء الحوامل والأطفال والمسنين والبشر بالموت في البحر، فإن ميناء نابولي مستعد للترحيب بهم. نحن بشر، بقلب كبير. نابولي جاهزة، بدون مال لإنقاذ الأرواح”. وتبدو الأجواء هادئة على متن السفينة بحسب مراسلة يورونيوز. وتقول “لم نتحرك منذ الليلة الماضية. وبدأ الأشخاص يطرحون أسئلة حول سبب توقفنا”. وتعتبر سفينة أكواريوس من بين أهم السفن الإنسانية التي تبحر في البحر الأبيض المتوسط ويتقاسم المهمة على ظهر السفينة كل من منظمتي “إس أو إس ميديتيراني” و”أطباء بلا حدود”، حيث تشرف الأولى على كل ما له علاقة بالإنقاذ، والثانية تقوم بالعلاج وما يرافق ذلك من عناية صحية في انتظار نقل المرضى أو المصابين إلى الميناء، وقد تتدخل مروحية إيطالية إن كان يوجد بين المهاجرين شخص في وضعية حرجة. ويواصل سالفيني الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس الوزراء الإيطالي خطابه المناهض للهجرة منذ توليه وزارة الداخلية. وقال “مالطا لا تستقبل أحدا، فرنسا تعيد المهاجرين إلى الحدود، وتدافع إسبانيا عن حدودها بالأسلحة. ومن اليوم ستبدأ إيطاليا أيضا في رفض الاتجار بالبشر، لتقول لا للهجرة غير الشرعية”، حسب ما نشر على صفحته الرسمية على “فيسبوك”.