سلطت تقارير أوروبية حديثة، “الأسواق غير المشروعة وحيازة الأسلحة من طرف الشبكات الإرهابية في أوروبا” الضوء على العلاقة التي تربط جبهة البوليساريو الانفصالية مع الجماعات الإرهابية بالساحل والصحراء، وخصوصا حركة “التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا” وجماعة “أنصار الدين” التي تم تأسيسها من طرف المخابرات الجزائرية بمدينة “غاو” شمال مالي. وفي نفس السياق، أدرجت الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظيم الدولة الإسلامية بالصحراء الكبرى الذي يتزعمه عدنان أبو وليد الصحراوي العضو بالبوليساريو تنظيما إرهابيا. وحسب إعلان وزارة الخارجية الأمريكية الأخير، فإن هذا التنظيم الإرهابي الذي سبق له أن قام بعمليات إرهابية، رأى النور بعد انشقاق أبو وليد الصحراوي وأتباعه عن جماعة المرابطين التابعة لتنظيم القاعدة والتي تصنف عالميا تنظيما إرهابيا. ففي سنة 2015، بايع الصحراوي أبو بكر البغدادي زعيم “داعش” وتورط في عمليات إرهابية كانت بمثابة الشجرة التي تخفي غابة البوليساريو التي لها ارتباط وثيق بالتنظيمات الإرهابية بالساحل والصحراء. وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية أن تنظيم الدولة الإسلامية بالصحراء الكبرى قام بعدة هجمات إرهابية تحت قيادة أبو وليد الصحراوي الذي ينتمي لجبهة البوليساريو ضد دورية مشتركة أمريكية نيجيرية في منطقة “تونغوتونغا” بالنيجر، ما أسفر عن مقتل 4 جنود أمريكيين و5 جنود نيجيريين. وتفيد معلومات بأن الصحراوي كان مقاتلا في صفوف البوليساريو المدعومة من طرف الجزائر، وفي سنة 2011 التحق بأعضاء متطرفين حيث شكل معهم تنظيما آخر أطلقوا عليه اسم “حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”، ويعد هذا التنظيم واحدا من التنظيمات الإرهابية التي نشطت وسيطرت على شمال مالي لعدة شهور من سنة 2012. وبناء على هذه المعطيات، فمن المحتمل جدا أن تصنف الإدارة الأمريكية الجبهة الانفصالية تنظيما إرهابيا على غرار حزب الله اللبناني، بالنظر إلى تواتر العمليات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية النشيطة بمنطقة الساحل والصحراء والتي يقودها في الغالب أعضاء ينتمون للبوليساريو المدعومة من طرف الجزائر.