انتقل الأنترنيت منذ ظهوره في العالم من مجاله المحدد في ربط عمليات علمية محضة كانت الشبكة العنكبوتية خلالها ترتبط بالتواصل العلمي الصرف، وبالتواصل المحدد بين أطراف محددة في العام، إلى مرحلة جديدة سرعان ما برزت فيها مواقع تواصل اجتماعية انفتح العالم عليها، وتحولت في يد الجميع إمكانية تبادل المعطيات والمعلومات، فكان لذلك إيجابيات وسلبيات مختلفة، تفرضها طريقة التعامل مع الأنترنيت ومع مواقع التواصل الاجتماعي وفي هذه المتابعة لأهم إيجابيات وسلبيات الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعية، سنقارب الوسيلة التواصلية هذه مقاربة فنية ترتبط بمدى استفادت الفنانين المغاربة من مواقع التواصل الاجتماعي. فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا بارزا لفنانين لم يكونوا معروفين لينتقلوا إلى الشهرة الكبرى والعالمية فكان الأنترنيت لهم لا عليهم استفادوا منه أتم استفادة، وفي اللحظة التي أصبح فيها الأنترنيت نعمة لهؤلاء تحول لنقمة على آخرين داع صيتهم عبر القنوات التلفزية المغربية التي من خلالها دخلوا البيوت المغربية وأحبهم المواطن المغربي لكن الأنترنيت أسقطهم بقوة بعدما تمكن الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وعدسات كاميراتهم من تصويرهم في أوضاع مخلة أو التشهير بهم في قضايا تهم حياتهم الخاصة وهو ما أثر على مسيرتهم الفنية، وقل الاهتمام بهم من طرف المواطن المغربي. وفي زمن الشات والفيسبوك والبروفيل والميسانجر والبارطاج اختار فنانون مغاربة طريقهم نحو الشهرة عبر بوابة الفيسبوك، فكان أقربهم إلى مقام هذا الحديث، الفنان الذي داع صيته باغنية “تا لقيت اللي تبغيني عاد جايا تسولي فيا” يونس بولماني والذي تحول من خلال الأنترنيت إلى ظاهرة في تنتشر على مواقع التواصل، لتحقق أغنيته التي اشتهر بها نجاحاً واسعاً ارتفعت أرقام متابعة على اليوتيوب في بضع أيام فقط، أمام غياب إمكانيات تقنية وإخراجية كبيرة تسمح بنجاح الأغنية، غير أن تناقل مختلف الصفحات المغربية مقطع الفيديو للفنان بولماني وهو يغني في أحد الأعراس، مرفوقاً بآلة أورغ ومجموعة من شباب الحي داخل خيمة شعبية بسيطة، حوله إلى فنان كبيرة جال عددا من الإذاعات والمواقع الإخبارية في ظرف وجيز كان الأسبق فيه إلى لقائه موقع برلمان كوم. وليس بولماني الفنان الوحيد الذي استفاد وأصبح فنانا مشهورا بسبب الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي بل هناك آخرين من بينهم أيمن السرحاني الذي كانت اغنيته “سايس سايس”، سريعة الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما كان قد نشرها مجموعة من أصدقائه، لتعقبها اغنية “لابسا الجلابة” التي صور فيديو الكليب الخاص بها بهاتف خاص عن طريق السيلفي لتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي ويتحول بسبب ذلك السرحاني إلى فنان من أبرز الفنانين الذي تتم المناداة عليهم إلى أكبر المهرجانات في المغرب وأوروبا، بعدما برز صيته وداع على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن الفنانات التي كان الفيسبوك مسارا وحيدا لها ليعرفها الجمهور المغربي الفنانة حياة القصري التي تمكنت من أن تكسب جمهورا مغربيا كبيرا من خلال هذا الموقع العالمي، وذلك بتوسيع دائرة تواصلها ونشرها على صفحتها الخاصة لصورها وأعمالها وجديدها الفني لتجد طريقا نحو الشهرة وولوج الإذاعات الخاصة، قبل أن ينادى عليها لاعتلاء عدد من المنصات الفنية بمهرجانات مختلفة. في المقابل سبب التشهير بخصوصية بعض الفنانين وكواليس حياتهم الخاصة دمارا كبيرا لهم، بعدما كان صيتهم دائعا وكانوا يترددون على ألسنة المغاربة في مناسبات مختلفة، فكانت مواقع التواصل الاجتماعي سببا في انهيار شعبية ومن بين هؤلاء الذين تم التشهير بهم على الفيسبوك الفنانة الكبرة “دنيا بوتازوت” التي عرفت عند المغاربية ب”الشعبية”، بحيث أن شعبيتها الكبيرة التي حققتها من السلسلة الفكاهية كبور والشعبية، قلت بشكل بارز على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة، عقب الحادث الذي انتشر على مواقع التواصل انتشار النار في الهشيم حين تم الاعتداء على الفنانة ودخولها رقعة المحاكم مع الشابة التي سببت لها كسورا في الأنف بعدما قيل أن بوتازوت حاولت أن تتجاوز صف الانتظار داخل إحدى المؤسسات الإدارية لينشب صراع مع الشابة أدى إلى إصابتها ومن تم تقدمت للمحكمة وهو ما جعل عددا من الناشطين يعبرون عن رفضهم لما قامت به بوتازوت وانتقدوها أشد انتقاد لتقل بشكل بارز شعبيتها المعهودة. الفيسبوك أيضا أسقط من شعبية أحد الفنانين المغاربة المشهورين قبل عامين وذلك بعد انتشار فيديو له في وضع لم يقبله المغاربة، مما أدى إلى انهيار شعبيته بشكل كبير.