“أوصيهنّ خيراً بصحتهنّ وبإجراء الفحوصات اللازمة كوقاية، لأن التشخيص المبكر للسرطان يسهّل العلاج. وأوصيهنّ بالابتعاد عن التوتر والعصبية، وأخذ الأمور بسلام أكبر لأن لا شيء يوازي صحتهنّ وعافيتهنّ”. كانت هذه هي الرسالة التي توجهها منال الصديقي لنساء العالم حتى يحمين أنفسهن شر السرطان.. “بالحب والأمل والابتسامة… سأنتصر على السرطان” هذه هي القناعة، التي تتشبث بها فنانة مغربية مصابة بالسرطان، اختارت أن تدخل معركة التحدي التي تأبى من وضع أوزارها فقط بعد كسب الرهان. هي فنانة مغربية لا تكف عن بث طاقة إيجابية تعمر الأرجاء، وتتخذها السند الأساسي الذي يشد من عضدها وأزرها، في مقابل رفضها القطعي للخضوع للوهن والخنوع، بل تتشبث بالحياة باستماتة منقطعة النظير. منال الصديقي فنانة مغربية في مقتبل العمر، تتعايش مع الحياة بنظرة أمل وبالكثير من المحبّة للتألّق في مجال التمثيل والمسرح، قطعت أشواطا مهمة بعزم وثبات في طريق الشهرة، لها معجبيها ومتتبّعيها رغم أن أعمالها الفنية ليست غزيرة. غير أنها أثارت نقاشا في الآونة الأخيرة، بعدما اكتشفت أنها واحدة من نساء العالم اللواتي حتم عليهن القدر أن يقضين حياتهن بقسط وافر من الألم، بل وبقدر كبير من الصبر والتحمل، حتى يصحبن معهن ما بقي من العمر. منال الصديقي هي واحدة من الشابات المغربيات اللواتي أصبن بسرطان الثدي، غير أنها أبت إلا أن تسير في درب الحياة، بعزم وثبات حتى تتمكن من تحقيق الأهداف التي تقول إنها لم توجد في الحياة إلا لتبلغها. وهذا هو الأمر الذي كان الدافع الأساس الذي جعل منال الصديقي، تحول مرضها إلى طاقة إيجابية تستغلها لتنطلق في المجال الفني بكل ما أوتيت من قوة حتى تتكمن من نثر الرسائل الإيجابية في الحياة، والمحفزة على العمل والعطاء والتشبث بالأمل مهما اشتدت قساوة الظروف. في محاولة بسيطة للتعرف على منال الصديقي فهي شابة في مرحلة الثلاثينيات، تقول إن الفترة التي أدركت أنها مصابة بمرض سرطان الثدي، كانت فترة صعبة للغاية وقاسية، “لم أتقبّل أبداً مرضي. ولم أستسغ أن أصاب بسرطان الثدي وأنا لازلت في ريعان الشباب. كان الأمر مفزعاً للغاية”. وتضيف في نفس الحديث” الصدفة لا غير، خضعت منذ شهرين لريجيم لإنقاص الوزن. وفعلاً بدأ وزني ينزل. لكني لاحظت أني نحفت أكثر مما تصورت وأصابني نوع من الهزال، وذات مرة اكتشفت ورماً بحجم حبة الحمص في ثديي الأيسر، أصابني الفزع وسارعت عند أقرب طبيب. قمت بكل الفحوصات اللازمة لتكتشف الطبيبة أن أوراماً أخرى تنتشر في ثديي الأيمن، فتم استئصال الأورام من خلال عمليتين جراحيتين للثديين، وكانت النتيجة أن أورام الثدي الأيسر كانت خبيثة بينما الأيمن كانت حميدة. والآن أنتظر أن أرتاح من تأثير العمليتين الجراحيتين لأباشر العلاج الكيميائي”. وتقول الفنانة منال الصديقي، “إن المرض لم يلغي أحلامها، ولم يصنفها ضمن الأعمال المؤجلة، بل ترى في الفن دافعا نحو الاستمرار في الحياة، كونها لازالت على العهد. “أتمنى أن أستمر بالعمل، لكن لا أدري كيف سيكون وضعي أثناء العلاج الكيميائي. أتمنى ألا تخذلني صحتي وأدعو الله أن يقوّيني لتحقيق أحلامي”. وهذا بالذات هو الأمر المثير في شخصية الفنانة منال، فرغم إصابتها بمرض السرطان لم تتوان ولو للحظة عن القيام بدورها كفنانة، خصوصا وأنها تعي جيدا أن الفنان يحظى بمكانة أساسية في المجتمع.