بدا حدثا سياسيا بكل المقاييس، أكثر مما هو حفل زواج إبنة والي جهة كلميم “الناجم أبهي” الذي إتجهت إليه الأنظار عن كثب بالأقاليم الجنوبية وسط إحتفالات إستثنائية ومتميزة حظيت بمتابعة الناس وإهتمامهم من خلال التداول الواسع لصور المناسبة ومقاطع الفيديو الملتقطة لها على مواقع التواصل الإجتماعي والصفحات الإلكترونية والعالم الإفتراضي. حفل الزفاف الذي شهدت تفاصيله مدينة العيون أمس الجمعة. عرف حركة غير إعتيادية، من خلال توافد الشخصيات السياسية والمعروفة على الصعيد الوطني والجهوي، منهم على سبيل المثال لا الحصر ” محمد صالح التامك” المندوب السامي لإدارة السجون و”سمير اليزيدي”، عامل إقليمتيزنيت، و “يحظيه بوشعاب” والي جهة العيون، و “صلوح الدحا” عامل إقليمسيدي إفني. كما حضر حفل الزفاف “عبد الله الجعفري” الوكيل العام بإستئنافية أكادير، و”لغضف الداه” مدير تلفزة العيون، و”عبد الرحيم بوعيدة” رئيس جهة كلميم وادنون، والكولونيل “لحبيب أيوب” ورئيس المجلس العلمي للعيون “ماء العينين الشيخ لرباس”. بالإضافة إلى أعضاء مجلسي جماعة وجهة العيون وعدد من المستشارين والنواب البرلمانيين عن الجهات الجنوبية الثلاث ورؤساء المجالس المنتخبة بإقليم طرفاية وإقليم أشتوكة أيت باها ورؤساء المصالح الخارجية ومدراء المؤسسات العمومية وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية بكل من جهة كلميموالعيون والداخلة . وقد أجابت كل هذه الوفود الدعوة التي وجهها إليها “الناجم أبهي” بالقدوم للعيون وحضور حفل الزفاف محفوفة بالهدايا والعشرات من رؤوس الإبل التي تعد أثمن ما يتم تقديمه عند أهل الصحراء، والتي من خلالها يقاس أيضا المثقال الشعبي والإجتماعي والسياسي “للشخص” في ميزان القبائل الصحراوية وإنطباعها ونظرها. وفي الجانب الأخر، ومن طريف الخبر، أن زفاف إبنة “الناجم أبهي” ، تسبب في إنتقال وحضور الصراع السياسي والإنتخابي الذي تشهده الجهة المُولى عليها، بين تيار “عبد الرحيم بوعيدة” وتيار “عبد الوهاب بلفقيه” حيث شوهد كل منهما وهو يرأس وفدا خاصا، ولم يسجل أيا منهما غيابا مخافة إحتسابه في كفة الأخر وصالحه. فيما كان ملحوظا غياب حزب الإستقلال ومنتخبيه وقادته المحليين، من بين أكثر من 1000 رجل، إلى جانب تواجد مكثف لأحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة من خلال أعضاءها وممثليها بالأقاليم الجنوبية، خاصة الأقاليم التي سبق وأن تحمل بها “الناجم أبهي” المسؤولية وتمثيل جلالة الملك أمام ساكنتها ومنتخبيها.