منذ تواجده على أرض درعة تافلالت، بلور الإنسان الفيلالي الدرعي موسيقى وتراث خاص به ينبع من جغرافيا المكان ومن السياق الاجتماعي السائد، طغت عليه الثقافة الشفوية وتناقلته الأجيال في مابينها. مع تعاقب الحضارات الجهة أن تحافظ على العديد من الفنون، والتي برز منها إلى السطح خلال الألفية الثالثة رقصة الركبة والبلدي، وفون أخرى أمازيغية تنتشر بالجنوب الشرقي كتنغير كلميمة وأنيف. الركبة فن وصل العالمية تتميز رقصة الركبة، التي رقص على إيقاعاتها العديد من المشاهير الكبار كماروضنا، بالتركيز على حركات جسد، يتمايل يمينا وشمالا في شكل فرجوي يسيل منه الشعر عذبا رقيقا في تواطؤ جميل مع الطبيعة الخلابة لواحات وادي درعة جنوب المغرب موطن هذه الرقصة. وتؤدى الرقصة بشكل جماعي مصحوبة بالشعر الغنائي وقرع الطبول في المناسبات والأعراس والتظاهرات الفنية، ولعل هذا الاسم يجد تفسيره من حركة الرقصة التي تعتمد بشكل كبير على الركبة (المفصل الرابط بين الفخذ والساق)، وقد اكتسبت هذه الرقصة شهرة منقطعة النظير داخل وخارج المغرب. ويردد الشباب في غالب الأحيان أثناء أدائهم للرقصة اللازمة “واكس كس٬ واكس كس” بلكنة متميزة٬ ويتم ختمها بعبارة “آ لعفو لله”٬ بطريقة متناغمة يسيرها مايسترو الفرقة محمد القرضاوي، أحد أشهر مؤدي هذا النوع في مدينة زاكورة. البلدي فن عريق يقترب من الإندثار من بين الفنون الموسيقية الملتصقة بوجدان أهل درعة تافلالت، والضاربة في جدور تاريخ الجهة فن لا يعرفه الكثير من الناس يسمى “البلدي”، ويستعمل رواد هذا الفن وأشهرهم مولاي علي بالمصباح، ومولاي أحمد باعوث. وآخرون. ويستخدم رواد هذا الفن العديد من الآلات الموسيقية، وفق ما أورده مصطفى تيلو مدير مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث، في تصريح سابق، من بينها “السنترية” وهي آلة موسيقية وترية قديمة وتقليدية تصنع أساسا من الحطب ووبر الجمل، وأوتارها الثلاثة من أمعاء الماعز. ومن بين الآلات الموسيقية أيضا تبرز آلة سنيترا، وآلة “القلال ” و”الطارا” أو ما يصطلح عليها “بالبندير” بالإضافة إلى آلة “الدربوكة”. وبدل الجيل الجديد العديد من الجهود للحفاظ عليه، وعلى رأسهم، الفنان ميح والفنان الشريف الحمري، والفنان منير الكاوي، وفق ما أفاد به الأستاذ الجامعي والباحث في الأنبولوجيا مصطفى تيلو.