استمرت المظاهرات في نيويورك لليوم الخامس على التوالي؛ احتجاجا على قرار أصدرته هيئة محلفين الأربعاء الماضي؛ بعدم توجيه اتهام للشرطي الأبيض، “دانيال بانتاليو”، لتسببه في مقتل المواطن الأسود “إريك غارنر” خنقا؛ خلال اعتقاله بعنف الصيف الماضي. وتجمع مئات المتظاهرين؛ في قاعة الركاب بمحطة قطارات “غراند سنترال” التاريخية الشهيرة في نيويورك مساء أمس، واستلقوا أرضا مقلدين إريك غارنر خلال عملية اعتقاله، رافعين لافتات مكتوب عليها “لا أستطيع أن اتنفس”، وهي الجملة الأخيرة التي رددها غارنر خلال اعتقاله قبل وفاته، ولافتات أخرى مكتوب عليها “لا سلام بلا عدالة”، و”حياة السود لها قيمة”. وتوجه المتظاهرون بعد ذلك إلى مركز تسوق “Macy”، الذي يشهد عادة ازدحاما من المتسوقين في موسم تخفيضات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، واستلقى المتظاهرون على أرض المركز لفترة من الزمن، قبل أن يتوجهوا إلى متجر آخر ويواصلوا احتجاجهم هناك. وتنوعت الخلفيات العرقية للمتظاهرين، بين السود والبيض والهسبانيك. وشهدت المظاهرات التي نظمت في نيويورك منذ صدور قرار هيئة المحلفين الأربعاء الماضي؛ اعتقال الشرطة أكثر من 300 من المتظاهرين. وتعود حادثة مقتل غارنر إلى 17 يوليو hلماضي؛ حين أقدم رجال شرطة في نيويورك على اعتقال غارنر، للاشتباه في بيعه السجائر بشكل غير مشروع. وأظهر مقطع فيديو التقط للحادث، رجال الشرطة وهم يطرحون غارنر أرضا، ويقوم أحدهم بالضغط على رقبة غارنر بذراعه، ويُسمع في مقطع الفيديو، صوت غارنر المصاب بالربو، وهو يقول إنه لا يستطيع التنفس، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. ووجه الشرطي دانيال بانتاليو – الذي تسبب في مقتل غارنر – اعتذارا لعائلة القتيل، إلا أن العائلة لم تقبل الاعتذار. وجاء قرار هيئة المحلفين بخصوص بانتاليو؛ بعد قرار أصدرته هيئة محلفين أخرى في سانت لويس بولاية ميسوري في 24 نوفمبر الماضي؛ بعدم توجيه الاتهام للشرطي الأبيض دارين ويلسون؛ الذي قتل بالرصاص الشاب الأسود الأعزل، مايكل براون، 18 عاما، في غشت الماضي.