دعا المفكر المغربي طه عبد الرحمان المسلمين إلى “الجهاد في فلسطين” باعتباره ركيزة من ركائز الإسلام، معتبرا التطبيع الإسرائيلي اجتثاثا للفطرة. وأوضح المفكر المغربي في الندوة التي نظمها مركز مغارب في المكتبة الوطنية بالرباط السبت 27 يناير، أن التطبيع تضييع للطبيعة، وأن الارتباط بالكيان ما هو إلا تكريس لشرعيته. وهذا التطبيع الذي جاء على وزن تفعيل ما هو إلا إزاله للوصف الطبيعي عنه، أي أن كل الدول العربية المسلمة المطبعة مع الكيان سواء في السر أو العلن ، فهي مرتبطة به بعلاقة غير طبيعية. وقال طه عبد الرحمان إن “التطبيع هو موت للفطرة والروح، فالمطبع يشتغل على ترويد نفسه حتى يصير له التطبيع بصفة الطبع، مما يضيع عنه الحياء، وبالتالي النسيان الكلي للنظر الإلهي وفقدان التمييز الأخلاقي”. وربط طه عبد الرحمان الأذى الإسرائيلي للفلسطينيين بتاريخ اليهود مع الإله، معتبرا أن إيداء الإله عند الإسرائليين إيداء سابق، تبعا للمرجعية التوراتية في كتابهم المقدس، الذي يعبر عن كونهم كانوا في صراع حتى مع ربهم. وشدد طه عبد الرحمان على أن كل ما يقوم به الإسرائيليون في بيت المقدس، رغبة منهم في أن يعوضوا مكانة المالك، الذي اعتبره الحق المطلق، مؤكدا أنهم يضاهون الإلاه في التصرف في ملكه، إذ أن انتزاع المالكية الإلهية يأتي على حساب مبدأ احتلال الأرض والمنازعة حولها بناء على مفهوم المالكية”. و أكد طه عبد الرحمان في ذات حديثه أن الإرادة الإسرائيلية تحل بذات الإنسان، وتدنس الأرض المقدسة، وهي سلب للفطرة وحل كلي لها، سلب للإنسان حتى يتسنى للإسرائيليين العبث بملكية الفلسطيني، ليجعلوا من الحق باطلا ومن الباطل حقا. عبد الرحمان اعتبر أيضا أن إفساد الذاكرة الفلسطينية عن طريق الاحتلال، هو إخلال لعلاقة الفلسطيني بماضيه وحاضره ومستقبله، حتى يتسنى لهم الإخلال بالمكان. واقترح المفكر المغربي مقابل الإحلال الإسرائيلي تشبت الفلسطينيين بالمرابطة المقدسية، فقوة الرباط بشكل خاص حسبه، تعد حالة سجودية هي دوام شعور المرابط في كل تصرفاته، وحتى في وجوده. وتابع عبد الرحمان أن الخاصية الائتمانية هي عندما يتصدى المرابط المقدسي لتدنيس الأرض، من خلال الاسراء الذي جاء برسالة أن الانسان أثمن على هذا البيت، لذا فإسراء الرابط يحافظ من خلاله على الحالة الائتمانية الأولى، الأصلية بجميع افعاله التي هي بالدرجة الأولى حالة علاقة ائتمان وليست امتلاك.. فالمقدس مدينة الله، وعوض الاتمان عليها واعتبارها أرض اجدادهم الكنعانيين يدنسون قداستها بامتلاكهم لها.