أن تجد من يحاصر ويحد من حرية الصحافة والإعلام ويزدريها ويقاطعها في الدول الدكتاتورية ومناطق الحروب والصراع، شيء طبيعي حد الطبيعة، لكن أن تجد من بين مسؤولي مغرب الحرية المتقدمة على كافة المستويات وفي مجال الصحافة والإعلام بالخصوص، فإن الأمر يبدو أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة، خصوصا إذا كان هذا ال”هذا” رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي اشتهر مؤخرا باسمه “إدريس اليزمي” أكثر من اشتهاره بالاختصاصات الموكولة له دون تنزيل شيء مفيد منها. قصص اليزمي في مساره الموسوم باللاجدية في العمل على رأس مؤسسة حقوق الإنسان الدستورية الأولى بالمغرب، انضافت لها قصة “بئيسة” أمس الثلاثاء، تعرضت لها الصحفية الزميلة ب”برلمان.كوم” فاطمة خالدي خلال “إحضار” إدريس اليزمي للمشاركة في “تسليم جائزة محمد الحيحي للتطوع” التي نظمت بمقر مؤسسة أرشيف المغرب، حيث أقدم اليزمي على فعل “تمييز عنصري” على أساس المنبر الإعلامي، وذلك عندما تقدمت الزميلة بسؤال اليزمي عن رأيه بصفته مسؤول مؤسسة حقوق الإنسان، حول المغاربة المحتجزين والعالقين بليبيا، ليجيبها بشكل وقح بأنه غير مستعد لأن يصرح لها بشيء مادامت أنها تمثل “برلمان.كوم”. موقف إذن لا يمكن أن يوصف سوى بأقبح الأوصاف، ذاك الذي أبان عنه اليزمي صاحب المكائد والدسائس الحقوقية للمغرب انطلاقا من مؤسسة الوطن الدستورية، وهو الذي مازال وعده قائما على تقديم تقرير نهائي حول مدعيي التعذيب من معتقلي الحسيمة، والفاشل بكل حق في تفعيل آلية الوساطة بين محتجي الحسيمة والدولة، والمرتكن لأسلوب جمع الثروات على ظهر الخطابات الحقوقية التي لا تختلف البتة عن الخطاب الحقوقي المدعوم من الخارج والمنتشر في كل مكان في المغرب. يبدو أن إدريس اليزمي اليوم، الذي يجد نفسه مضطرا لعد آخر أيامه على رأس مجلس حقوق الإنسان في انتظار تفعيل نظامه الجديد، الذي سيرميه خارج أسوار تلك المؤسسة الدستورية، لم يجد سوى الصحافيين ووسائل الإعلام ليفرغ عليها جام غضبه، منتقما لنفسه من المقالات التي كشفت عور تسييره لمجلس حقوق الإنسان، والتي نعترف نحن في “برلمان.كوم” بكوننا كنا قاسين فيها عليه لدرجة قادرة على هد الجبال، لكننا ولسوء حظ اليزمي لا نتقن تزويق الكذب في مقالاتنا بقدر ما نحسن نقل الحقيقة، تلك الحقيقة التي قال عنها “شاعر العقل” نجيب سرور، “أنت تقتلهم إذا قلت الحقيقة ..يا للحقيقة ! كالخنجر المسموم يغرس في قلوبهم الرقيقة”، فاعذرنا أيها اليزمي!!!