كثير من المغاربة يسمعون دوما الأغنية الوطنية الخالدة “صوت الحسن ينادي” إلا أنهم لم يتعرفوا على السياق الزمني الذي ولدت فيه هذه الأغنية الرائعة والتي لاتزال راسخة رغم مرور 4 عقود عليها بالأذهان حاضرة بوجدان المغاربة كإحدى الأغاني الوطنية الخالدات والتي إرتبط ظهورها بخطاب الراحل الحسن الثاني في 5 نونبر سنة 1975 الذي أعلن خلاله عن مسيرة خضراء سلمية لإسترجاع الصحراء من يد المستعمر الغاشم ولوصل صلة سكان الشمال بأهلهم في الجنوب . وكان كاتب كلمات هذه الأغنية الخالدة “فتح الله لمغاري” قد تحدث في حوار صحفي سابق أن السر وراء نجاح الأغنية الباهر، يعود إلى تدقيقها المحكم ودراستها الجيدة، مع العلم أنها كتب بطريقة سريعة وتم تسجليها في غضون 24 ساعة فقط غير أنها حققت هدفها وكان لها وقع كبير على نفسية المتطوعين والمتطوعات. ويضيف ” المغاري” في ذات الحوار أن المشاركين في حدث المسيرة الخالد كانوا يرددونها بخشوع ويبكون وعلامات التأثر بكلماتها تبدوا على محياهم في الحين الذي زرعت في قلوبهم الشجاعة والتفاؤل بإسترجاع الصحراء المغربية وصلة الرحم مع ساكنتها، مضيفا إن الأغنية كانت بمثابة خريطة طريق وأن الله ألهمه بنطق تلك الكلمات، التي لاتزال تتردد على ألسنة الأجيال الصاعدة بالمغرب، والتي إعتبرها إنجازا عظيما في حياته و تتويجا لمسيرتيه الفنية. ويوضح لمغاري في نفس الحوار الصحفي أنه يحس بسعادة غامرة عند سماع الشباب والصبيان يغنون هذه الأغنية التي أدخلته كما يصف التاريخ من بابه الواسع، مضيفا أنه يتسائل بالوقت ذاته ومع نفسه كل مرة، هل أنا الذي كتبت هذه الأغنية، وأنه أصبح هو الأخر يرددها كباقي الناس وأنه يشرفه كثيرا أن الحسن الثاني كان يحب هذه الأغنية كثيرا، ويبكي عندما يسمعها، مردفا أنهم كانوا يغنونها بالقصر الملكي ، فيختفي الملك الراحل ويبكي، كان يحس بثقل المسؤولية، و قال لنا حينما أديناها أمامه "أنتم غنيتو صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء ومشيتو تنعسو وخليتوني فايق وحدي”.