بعدما ظل يتمسكن ويمجد ويطبل ويهلل لشخص إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المستقيل، حتى تمكن من الظفر بمنصب خبير في الفريق البرلماني للحزب بمجلس النواب وبراتب محترم جدا، وبعدما تيقن أن “رفيقه” حتى لا نقول شيئا آخر قد جمع حقائبه ونزل من قيادة “الجرار” بدون عودة، خرج المصطفى المريزق عضو المكتب السياسي للحزب ليعلن غبر تدوينة فايسبوكية تخليه عن مهامه ومسؤولياته من أجل ما قال “الوطن والانسانية”. وزاد مصطفى المريزق، قائلا على متن رسالة ركيكة الأسلوب يخاطب من خلالها عبد اللطيف وهبي عضو المكتب السيلسي ل”البام”، ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، “نسيت ان قول لك، إن كنت أزعجك/ او أزعج امثالكم، هنا وهناك ..فانا مستعد للرحيل.. ولنفسي أقول: يا مصطفى ارض العالمين كبيرة وواسعة..!!”. رسالة مصطفى المريزق، التي جاءت عقب إعلان عبد اللطيف وهبي استقالته من جميع هياكل حزب الأصالة والمعاصرة إذا ما تراجع إلباس العماري عن استقالته من الأمانة العامة، تكشف بالملموس الوضع المأساوي الذي أصبح يتخبط فيه التنظيم الحزبي، والذي بلغ حد التراشق السياسي حتى بين “رفاق الأمس” أو من أضحوا يسمون ب”أيتام إلياس”. ولعل ما يثير الشفقة والاشمئزاز في رسالة مصطفى المريزق، مخاطبته لعبد اللطيف وهبي قائلا: “استطعت في زمن وجيز ان تقفز على أمثالي لتتربع على كرسي المسؤولية وتتقدم الصفوف من دون تدرج. وانت تعلم جيدا..لم احسدك، بل كنت ولازلت احترمك، ولم اطلب منك ابدا اي استفسار عن وضعك المميز والمثير..”، الأمر الذي يؤكد أن لا مشروع سياسي يجمع “الرفاق الإخوان” إلا مشروع المناصب والامتيازات الذي عرف البعض من أين يتفنن في الاستفادة منه، فيما ظل “أيتام إلياس” ينتظرون تحقيق الأحلام التي تبخرت، ولو أن القائد ترك الجمل بما حمل. ولم يتوانى ذات البامي مع وقف التنفيذ في رسالة ما قبل رسائل الوداع في الدفاع عن إلياس العماري، معتبرا أنه “ليس مسؤولا عن بؤس المغرب والمغاربة والسياسة والاقتصاد والثقافة والامية والاستبعاد الاجتماعي والهشاشة وسوء احوال التعليم والصحة والسغل والسكن..و اللائحة طويلة جدا”. وكذلك تقديم شيء من الدروس لعبد اللطيف وهبي، مخاطبا إياه بالقول: “صدقني يا أستاذ وهبي…لا اريد لك ولا لغيرك الاذى..ان مجرد مناضل بسيط، مدني اكثر مني سياسي مثل امثالكم..فقط، ربما تربيتي في وسط الفن والابداع والتضامن وروح المبادرة والعمل القاعدي هو الذي جعلني اقاوم الواقع واهرب من صراع البشر..”. وبدون الخوض في متاجرته بماضيه الملغوم، حسب ما جاء في نص الرسالة، فقد دعا الرئيس السابق للفريق البرلماني للبام في ختام “رسالته”، “الحوار الرصين والجاد والمسؤول حول المشروع السياسي الذي نريده لانقاذ جبالة والريف والاطلس وسوس والشرق والغرب والصحراء والوسط واحزمة الفقر..وكل مغربنا الحبيب”.