تفتخر كل الشعوب والدول وتتباهى بقواها على كافة الأصعدة والمجالات، وتعتد في تسويق ذلك على حجم ومتانة ديبلوماسيتها الخارجية، ومدى قدرتها على تدبير المراحل والعلاقات وترسيخ النموذج المعتبر الذي تصبح به كل الشخصيات الممثلة للبلد الأم، رمزا يعكس واقع وقوة البلد في المحافل الدولية، إلا أن الملاحظ في الفترات الأخيرة -وحديثنا هنا عن المغرب من منطق النقد البناء- تكرار تصرفات من بعض الأشخاص الذين لا يرقون لمرتبة الشخصيات، كلفوا برفع أعلام ديبلوماسيتنا في الخارج لكنهم للأسف مرغوها في التراب لقضاء مصالحهم، حتى صارت نواقيس الخطر تدق وتنذر بشر مستطير لا قدر الله. مناسبة الحديث وبالإضافة لما سبق من مقالات نشرها “برلمان.كوم” حول الهفوات القاتلة التي يسجلها بعض الديبلوماسيين أثناء ممارسة مهامهم داخليا أو خارجيا، ما كشفت عنه مصادر خاصة من أفعال مشينة ارتكبها ولا زال أحد المحسوبين على العملية الديبلوماسية، ويدعى عبد القادر الأنصاري، سفير قديم للمغرب في اليونان وصاحب ملفات غزيرة من الفساد الديبلوماسي المسيء لصورة المغرب. الأنصاري هذا الذي ألِف ملايير وملايير منصبه الذي دخله على غفلة من الرقابة وبمساعدة من متحكمين في الدواليب الخفية، والذي كان قد خصص له “برلمان.كوم” مقالا تفصيليا عن ثرواته الكثيرة التي جناها من أموال الضريبة على القيمة المضافة، الخاصة بمقتنيات خاصة بالقصر الملكي و بنزين وصيانة الطائرات العسكرية، وغيرها من الملفات، بالإضافة لقربه من توريط ديبلوماسية المغرب في صفقة شراء عقار من أحد مافيات الأسلحة في اليونان، وهو ما يمكن الاطلاع عليها من خلال الرابط التالي https://goo.gl/OjgNFQ عاد من جديد اليوم بملفات أكثر نتانة، باتت تفرض إيقافه عند حدوده. آخر المعطيات تتحدث عن تغول هذا الأنصاري لدرجة أصبح يلقي التهديدات والوعيد والوعود يمنة ويسرة، على كل من تحدث له، مضيفا لكل هذا، تباهيه أمام الصغير والكبير بأنه سيصبح عما قريب سفيرا للمغرب في تركيا، بفضل علاقاته بمسؤولين كبار ساهرين على حمايته والدفاع عنه والدفع به للمراكز العليا وإزالة المشوشين عن طريقه. لقد أوفدت وزارة المالية وفدا إلى آثينا تم على إثرها إلغاء عملية شراء إقامة سفارة المغرب بمبلغ يفوق ثلاث مرات الثمن الحقيقي و كانت ميزانية الدولة على وشك تأديته بأحد الأبناك في لندن. كما أوفدت وزارة الخارجية مفتشين إلى آثينا لا زال تقريرهم مجهول المصير. فمن يحمي عبد القادر الأنصاري؟