بحلول عيد الأضحى وككل سنة، تظهر العديد من المهن الموسمية، ترتبط بأضحية العيد، وبالتقاليد والعادات المغربية التي ترافقه، والتي كثيرا ما يلجأ لها شباب عاطل عن العمل لتأمين دخل يساعدهم على سد مصاريف العيد من جهة، ومن جهة اخرى تساعد المحتفلين بالعيد في تسهيل الحاجات والمآرب المرتبطة باقتناء الكبش منذ أول يوم وحتى آخر قطعة لحم فيه. بيع التبن، شحذ سكاكين الجزارة، بيع الملابس، شي الرؤوس وغيرها.. مهن تأتث شوارع وأزقة المغرب، حيث لا يخلو زقاق أو حي من مجموعة شباب اتخذوا من أحد الجنبات ركنا لرص بعض التبن والفحم، فيما آخرون وضعوا آلة لشحذ السكاكين، لربح مدخول بسيط، في ظل ارتفاع الأسعار وتزامن العيد هذه السنة مع الدخول المدرسي. * بيع علف الماشية والتبن: هي من أكثر المهن الموسمية انتشارا، أسبوعا على الأقل قبل يوم العيد، حيث ينتشر باعة التبن والعلف، متنافسين على تقديم أقل الأسعار، بغرض بيع سلعهم في أقل وقت ممكن، ومتقاسمين الأزقة فيما بينهم لضمان ربح معقول للجميع. * شحذ السكاكين والآلات الحادة: واحدة من المهن التي تظهر بشكل استثنائي قبل عيد الأضحى، ففي الوقت الذي يلجأ البعض لاقتناء سكاكين جديدة، يفضل، آخرون سن سكانينهم القديمة، تحضيرا لاستعمالها في الذبيحة التي تفرض الشروط الدينية أن تكون حادة جدا لتسهيل عملية النحر. * شي الرؤوس: أو “التشواط” كما يعرف بين المغاربة، مهنة بسيطة يجأ لها الكثير من الشباب يوم النحر، حيث ومباشرة بعد الذبح يجمع الشباب رؤوس أضاحي الحي وأطرافها، للحصول على مبلغ مالي يتراوح ما بين 15 و25درهما مقابل شيها وتنظيفها، من اجل توفير مصروف مناسب ليوم العيد وما بعده. * دباغة الجلود (الدباغة): مباشرة بعد الذبح، يبدأ أشخاص في المرور تباعا على بيوت الأحياء، من أجل جمع جلود الأضاحي، حيث يعمد اليعض لاقتنائها بأسعار تتراوح ما بين 10 و30درهما، فيما يختار آخرون طلبها بدون مقابل، او انتظار الالقاء بها في القمامة من طرف غير الراغبين فيها، حيث يتم التقاطها بيعها لورشات الجلود، التي تختص بإعادة تدويرها. * الجزارة: يستغل الجزارون المحترفون، أو حتى المبتدئون ممن يقتنون سكاكين لمحاولة مزاحة المحترفين، فيجوبون الشوارع بحثا عن أسرة لم تتمكن بعد من ذبح خروفها.. حرفة الجزارة تتبعها في اليوم الثاني من العيد مهنة تقطيع الأضاحي، مقابل مبلغ مالي يتراوح في غالب الأحيان للعمليتين ما بين 200 و400 درهما، إذا احتسبنا الذبح والسلخ والتقطيع. * الأواني المنزلية وأدوار المطبخ: يشهد سوق الأواني في فترة ما قبل عيد الأضحى انتعاشة مهمة، حيث تغص محلات الأواني، بكافة الأنواع والأشكال، حيث يتسارع التجار إلى تجديد مخزيناتهم، سواء تعلق الأمن بالأواني البلاستيكية أو الزجاجية، بالإضافة إلى باعة آلات الشواء (المجامر) والسكاكين وشباك الشي، دون أن ننسى التوابل التي تميز المطبخ المغربي، والتي ترفع مبيعاتها في مثل هذه المنسبات. عموما تعتبر مهن عيد الأضحى فرصة ذهبية يستغلها الكثيرون لحصد مدخول مادي مؤقت، إلا أن الفوضى التي تتسبب فيها المنافسة غير المقننة، تجد دعوات دائمة لإعادة ترتيب هذه المهن الموسمية.