حذّر موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأمريكي من بلوغ تأثيرات الأزمة القطرية ذروتها في عيد الأضحى، وبالتالي تهديدها قدرة القطريين المسلمين على تأدية شعيرتهم الدينية في ظل الحصار المفروض على الدوحة ومحدودية الخيارات البديلة المتوفرة. في تقريره، أوضح الموقع أنّ قطر تعتمد على الاستيراد لتعزيز أمنها الغذائي، حيث تشكّل نسبة اللحم المستورد 90 في المئة من الاستهلاك المحلي، مشيراً إلى أنّ الدوحة واجهت صعوبات في أعياد أضحى سابقة لتوفير ما يكفي من المواشي. ولفت الموقع إلى أنّ الدوحة عمدت إلى فتح طرق بحرية جديدة مع عمان وطريقين مع الهند لتوفير احتياجات السكان الأساسية، بعدما استوردت المواد الغذائية الأساسية بما فيها الألبان واللحم من تركياوإيران، كما أنّ الخطوط القطرية للطيران زادت عدد رحلات الشحن بمعدل 8 رحلات يومياً. وفيما أكّد الموقع أنّ الطرق التجارية البديلة تتأثر بالمتغيرات السياسية وأن بعضها مرهون بالأزمة الخليجية، وصف قطاع تجارة اللحوم المحلية في قطر بالهش، إذ توزع شركة “ودام الغذائية” وحدها نسبة 85 في المئة من اللحوم على القصابين في الدوحة. في السياق نفسه، أوضح الموقع أنّ قطر تستورد 93 في المئة من الخراف الحية من أستراليا، شارحاً أنّ الخروف الأسترالي أرخص من سواه، إذ يُقدّر سعر الواحد ب350 ريال أي ما يعادل 95 دولاراً تقريباً فيما يُباع السوري مثلاً ب1750 ريال والأردني ب1500. وتابع الموقع محذراً من ارتفاع سعر الخروف الأسترالي هذه السنة مع ازدياد الطلب عليه، وملمحاً إلى أنّ جمعيات الرفق بالحيوان تبدي قلقاً من الظروف التي تنقل فيها الخراف وتعارض فكرة التضحية فيها. في هذا الإطار، رأى الموقع أنّ السودان قادرة على زيادة عدد شحناتها من الخراف الحية إلى قطر، مشيراً إلى أنّ دولاً مثل البحرين والكويت ولبنان وجنوب أفريقيا ساهمت بشكل متواضع بتصدير الخراف الحية إلى الدوحة في العام 2015، وإلى أنّ كينيا وقعت اتفاقاً مع قطر في العام 2016 لتصدير السلع الزراعية بما فيها الماشية. الموقع الذي تحدّث عن إمكانية توجه قطر إلى زيادة عدد الخراف المستوردة من إيران، عدّد دولاً اتخذت موقفاً حيادياً من الأزمة معتبراً أنّها قادرة على المساهمة على سد احتياجات الدوحة من الماشية ومنها لبنان والكويت والصومال.