الكنابيديول، مكون أساسي في تركيبة القنب الهندي، يساعد على التقليل ب 39 في المائة من نوبات الصرع لدى المرضى المصابين بمتلازمة ” دارفيت ” وهي الأخطر من نوعها، حيث تصيب فردا واحدا في كل 20.000 إلى 40.000 ولادة. حذر الدكتور والباحث ” أورين ديفنسكي ” والأستاذ في المركز الصحي ” لانكون ” التابع لجامعة نيويورك، أنه لا يجب النظر للكنابيديول كعلاج لجميع أنواع الصرع، لكن بالنسبة للمرضى الذين يعانون من النوبات الشديدة التي لم ينفع معها العلاج كمرضى متلازمة دارفيت، تظل هذه المادة العلاج الوحيد في التقليل من عدد النوبات وفي تخفيف مستوى الألم لديهم. تركزت الأبحاث على متلازمة ” دارفيت ” لأنها تعتبر من أخطر المتلازمات التي تتسبب في نوبات قوية للمرضى، وتصيب بشكل خاص الأطفال الرضع مم تؤدي في تأخير النمو الطبيعي لديهم، ما زالت الأبحاث مستمرة لإيجاد أدوية أخرى وجديدة، لكن الكنابيديول يظل العلاج الوحيد المتوفر لحد الساعة لهذا النوع من المتلازمات. الباحثون قاموا بإجراء تجارب سريرية على 120 طفلا و مراهقا تتراوح أعمارهم ما بين سنتين إلى ثماني سنوات ، الدراسة أنجزت في 23 موقعا بمناطق مختلفة من أوروبا و الولاياتالمتحدةالأمريكية، تم اختيار البعض من المصابين بطريقة عشوائية، حيث تم إعطاؤهم 20 مغ من مادة الكنابيديول مدة 14 أسبوعا، النتائج المحصل عليها أظهرت أن نسبة نوبات الصرع تراجعت ب 39 في المائة، و ثلاث حالات تم علاجها بالكامل، أما بالنسبة للأعراض الجانبية لهذه التجربة السريرية تجلت في إحساس المصابين بالعياء الدوار و الحمى التي تراوحت بين المتوسطة و الخطيرة عند 93.4 في المائة من المرضى. رغم أن الكنابيديول والمعروف أيضا باسم “سي بي دي ” الذي يشكل العنصر الرئيسي في تركيبة القنب الهندي من بين 60 عنصرا آخر، ليست له أي تأثيرات على الدماغ، على عكس العنصر المعروف باسم تتراهيدروكانابينول أو بالمختصر “تي إيتش سي ” الذي يدخل أيضا في التركيبة والذي يعتبر المسؤول الأول في تنشيط الجهاز العصبي وعن الآثار التي تسبب السعادة، لكن هذا الأخير كما أكد الباحثون، ليست له أية خصائص علاجية. وأشار الباحثون أنه عندما يستهلك القنب الهندي على شكل مخدر فإنه يتسبب في أعراض جانبية مثل احمرار العين، الإمساك، امراض المعدة، ضعف القدرة الجنسية بالإضافة إلى ضعف التركيز والذاكرة. وكان برلمانيون مغاربة سنة 2013 ولأول مرة فتحوا نقاش داخل قبة البرلمان حول إمكانيات تقنين الاستغلال الطبي والصناعي لنبتة القنب الهندي، ويحتل المغرب المرتبة الثانية عالميا كمنتج لهذه النبتة بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأول مصدر غير قانوني لها حسب آخر تقرير صادر عن الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات لسنة 2017.