يبدو أن فك الارتباط ما بين العمل السياسي والعمل الدعوي لدى أفراد حزب العدالة والتنمية لن يتم تجاوزه أبدا، حتى ولو حدثت تغيرات في الواقع السياسي المغربي تفرض ذلك، وحتى لو ادعى أفراد من حزب المصباح ذلك كما سبق وقال سعد الدين العثماني نفسه بعيد تكليفه بتشكيل الحكومة. مناسبة هذا الكلام الدعوة التي قدمها رئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني لأعضاء المكتب التّنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للحزب، وهو ما يوحي بأن الارتباط والنهل من النبع الدعوي لحزب المصباح لصالح الممارسة السياسية، سيبقى مستمرا مع تجربة حكومة العثماني. الاستقبال الذي جاء عقب دعوة من العثماني إلى 10 أعضاء من المكتب التنفيذي للحركة على رأسهم رئيس حركة التّوحيد والإصلاح عبد الرّحيم شيخي، تم بمنزل رئيس الحكومة الجديد حيث تناول النقاش حسب ما ذكره موقع الحركة “تهنئة العثماني على الثّقة الملكية وعلى إتمام تشكيل الحكومة في ظل الصعوبات التي اكتنفت هذه العملية”.
وبحسب القصاصة التي نشرها موقع الحركة فإن اللقاء الذي حضره أيضا كل من محمّد يتيم ولحسن الدّاودي ومصطفى الخلفي شهد رفع “الدّعاء لسعد الدين العثماني ولكل مكوّنات الحكومة من حوله بالسّداد والتّوفيق..”. وكان العثماني قد قال في حوار له مع صحيفة "كوريو ديبلوماتيكو" الإسبانية، في ال24 من مارس الماضي، تعليقا على مدى ارتباط حزبه بذراعه الدعوي: "لا أحد يناقش الوزن الإيديولوجي لحركة التوحيد والإصلاح داخل الحزب، ولكن حزب العدالة والتنمية كان دائما حزبا سياسيا مستقلا بذاته منذ ولادته ضمن حزب "الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية"، التي أسسها الراحل عبد الكريم الخطيب، وحتى يومنا هذا وعلى نحو متزايد.