بخلاف ما حاول التأكيد عليه رئيس الحكومة المكلف ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، في حوار له مع صحيفة إسبانية، من أن حزبه تمكن فعلا خلال مراحل تطوره الفصل بين انتمائه الديني لحركة التوحيد والإصلاح، وعمله السياسي المحض، أثارت تدوينة لنائب الأمين العام للحزب سليمان العمراني على الفيسبوك هذا اليوم أيضا، والتي شبه فيها مشاورات تشكيل الحكومة، بمرحلة صلح الحديبية الموقعة بين المسلمين وقريش في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لغطا كبيرا وردودا شديدة اللهجة. حديث العثماني خلال حواره الذي أجراه مع صحيفة “كوريو ديبلوماتيكو” الإسبانية اليوم الجمعة، والذي قال فيه إن “حزب العدالة والتنمية حزب مستقل سياسيا بذاته، عن حركة التوحيد والإصلاح الدعوية.. (قبل أن يستطرد قائلا) أن الوزن الإيديولوجي للحركة داخل الحزب، لا يناقش”، بالإضافة لتدوينة العمراني، التي دعا فيها من أجل فك البلوكاج السياسي إلى “استحضار دروس صلح الحديبية”، أعاد النقاش القديم مجددا بخصوص ارتباط حزب المصباح القوي والدائم، بذراعه الدعوي والأخذ منه دائما لتدبير المرحلة السياسية الواقعية بأسلوب ديني حركي. جدلية وتناقض خطابات أبرز قياديين في حزب المصباح اليوم، حول نفي الارتباط الدعوي للحزب والتأكيد عليه في نفس الوقت، جلب عددا من التعليقات المنتقدة للحزب، كان أبرزها تعليق الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري الذي تساءل بصفحته الرسمية بفيسبوك حول “مقارنة سليمان العمراني بين مشاورات ومفاوضات العثماني، وصلح الحديبية”، وهل “يضمر خطابُه تمييزا خطيرا بين فريقين، على قاعدة التدين والإيمان”. وتابع العماري “ألا يدفع (هذا) إلى توصيف فريق العدالة والتنمية بأصحاب الرسول (ص) وفريق بقية الأحزاب بقوم قريش الكفار؟.. لهذا عندما نقول أننا نخاف على الوطن من خطورة استغلال المشترك الديني، فنحن و اعون بأن الأمور جدية، ولنا في تاريخ الأمم والشعوب دروس وعبر”. من جانبه علق شيخ السلفية الجهادية السابق وصاحب موقع “الميزان” عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبو حفص، على تدوينة العمراني وخرجة العثماني بالقول “لابد من الإقرار بأن حركة التوحيد والإصلاح ومعها حزب العدالة والتنمية قد بذلا جهدا في الفصل أو التمييز بين ما هو ديني وسياسي، وأن تجربتهما تعتبر متقدمة على ما سواها من تجارب الحركات الإسلامية بما في ذلك التجربة التونسية، لكن من الواضح أن هذا المسلك ليس بمستوعب عند كل القيادات والقواعد.. وأنه لابد من جهود داخلية ليصير الإيمان بذلك عقيدة حزبية..”. وأضاف أبو حفص “التمثيل بقصة الحديبية واستدعاء المصطلحات والتراث الديني في صراع سياسي تنافسي بين أبناء وطن واحد مدعاة من الحركة والحزب لبذل جهود أكبر في سبيل ترسيخ ثقافة التمييز داخليا قبل تسويقها خارجيا..”.