أعطى الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، 15 مارس بالدارالبيضاء، انطلاقة النسخة 19 للحملة الوطنية للتضامن 2017، التي تستمر إلى غاية 25 من الشهر الجاري. وتشرف على هذه الحملة، التي تنظم تحت شعار، "دعم التعاونيات النسوية، من أجل إنتاج اجتماعي وتضامني مستدام"، مؤسسة محمد الخامس للتضامن، حيث تشكل فرصة لكافة المغاربة من أجل تجديد تمسكهم بقيم المواطنة والتضامن، عبر مساهمتهم في الأنشطة والمشاريع المنفذة والمزمع تنفيذها من طرف المؤسسة لفائدة آلاف الأشخاص المعوزين أو في وضعية هشاشة بمختلف جهات المملكة. وتتوخى الحملة الوطنية للتضامن جمع التبرعات بغرض تمويل مشاريع اجتماعية وتنفيذ برامج العمل ، سعيا إلى الاستجابة لحاجيات الساكنة المستهدفة. وتخصص مؤسسة محمد الخامس للتضامن مواردها، حسب الأهمية، لمشاريع تسيرها الجمعيات أو مباشرة للأشخاص، بمن في ذلك المحتاجين وفئات من الساكنة في وضعية هشاشة. كما توجه المؤسسة هذه الموارد لتمويل مشاريع للتكوين والتأهيل والإدماج السوسيو- مهني للساكنة المستهدفة ، من شباب، ونساء، وأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى عمليتي استقبال المغاربة المقيمين بالخارج "مرحبا" والدعم الغذائي الممنوح للأشخاص المعوزين خلال شهر رمضان، فضلا عن مشاريع للتنمية المستدامة وأنشطة إنسانية ذات صبغة وطنية (الحملات الطبية، عمليات تقديم الدعم خلال فترة البرد القارس) ودولية. ويتماشى شعار حملة هذه السنة مع رهان إنعاش وتثمين مبادرات الفاعلين في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لاسيما الأنشطة الإنتاجية المنفذة من طرف النساء في وضعية هشاشة، وذلك في مجال المنتوجات المحلية والصناعة التقليدية. وقد مكنت هذه الأنشطة الاقتصادية التضامنية عددا من النساء من شق طريقهن والخروج من وضعية الهشاشة وضمان مستوى أدنى من الدخل، الأمر الذي انعكس إيجابا على معيش أسرهن اليومي، لاسيما الأطفال في مجالي التعليم والصحة. وفي هذا الإطار أشرف الملك ، بحي لوازيس بالدارالبيضاء، على تدشين سوق تضامني يشكل فضاء للتسويق مخصص لبيع منتوجات التعاونيات النسوية المغربية. ويشكل السوق التضامني، الفريد من نوعه بالمغرب، إن على مستوى حجمه أو من حيث أنه يمكن من تجميع المنتوجات المحلية ومنتوجات الصناعة التقليدية للتعاونيات النسائية في مكان موحد ودائم، واجهة لعرض الموروث والخبرات المحلية، حيث سيمكن من إشعاع أفضل لمنتوجات هذا الاقتصاد وتقريبها من المستهلك . ويروم اختيار مدينة الدارالبيضاء لاحتضان هذا المشروع الرائد استهداف فاعلين وأصحاب القرار الاقتصادي بهدف إحداث فرص جديدة وفتح آفاق أوسع للتنمية عبر ملائمة الاقتصاد التضامني مع دينامية الاقتصاد الكلاسيكي. وسيمكن السوق المنجز باستثمار إجمالي قدره 16,5 مليون درهم، من إبراز غنى وتنوع المنتوجات المحلية ومنتوجات الصناعة التقليدية، من خلال تقديم عرض للبيع المباشر لأزيد من 2200 علامة معروضة على العموم. وبهذه المناسبة، قام العاهل بجولة عبر مختلف فضاءات السوق التضامني، قبل إشرافه على على توزيع هبة من التجهيزات على عشرين من حاملي المشاريع من بين 167 مشروعا استفاد من مصاحبة المؤسسة في إطار برنامج 2016 للإدماج عبر الأنشطة المدرة للدخل بمدن تفنيت، جرادة، بني درار، ميدلت، وجدة، مكناس، فاس، تطوان، تمارة، القنيطرة، أكاديروالدارالبيضاء. كما قام الملك بتوزيع الشيكات على ممثلي عشر جمعيات تنشط في إطار نفس البرنامج، وذلك في مجال تكوين ومصاحبة الشباب حاملي المشاريع، وكذا خمسة من صغار المقاولين المستفيدين من قروض صغرى بغية تطوير نشاطهم الاقتصادي. إثر ذلك، قام الملك بتسليم شهادات الاستحقاق لخمسة من الشباب المقاولين من بينهم شابتان من الدفعة الأولى 2015- 2016 لمركز المقاولات التضامنية الصغرى جدا بالدارالبيضاء.