يبدو أن ثقافة التبذير والاستئثار المفرط بالمال العام والمحسوبية، التي يتشبع بها الحبيب الشوباني، القيادي في “البيجيدي” ورئيس مجلس جهة “درعة-تافيلالت”، صارت هي الخيط الناظم لكل ممارساته وأدائه اليومي منذ أن تولى رئاسة أفقر جهة في المغرب. هذا على الأقل ما تؤكده آخر أخبار صحاب أكبر سجل في الممارسات اللامسؤولة. فقد علم “برلمان.كوم” من مصادر عليمة بالجهة، أن الشوباني استلم مؤخرا، سيارتين رباعية الدفع من نوع (volkswagen touareg)، كان قد اشتراهما في يونيو الماضي لدى الشركة المركزية للسيارات بالدار البيضاء بقيمة 810.000 درهم. وقد خصص سيارة لأحد نوابه، وهو عضو في حزب المصباح، فيما خصص الثانية لأحد المقربين منه بذات المجلس. كما قام بتخصيص سيارة فاخرة أخرى من نوع (audi) استرجعها من جهة “مكناس-تافيلالت” سابقا، لأحد نواب الرئيس المقرب منه. وقد خلفت هذه الممارسات غضبا واستياء عميقا، بين أعضاء المجلس من الطريقة التي تم بها توزيع الغنيمة، وهي طريق تتسم بالمحسوبية وغياب تام للشفافية. وخارج المجلس، أفادت مصادرنا أن الساكنة عبرت عن استنكارها لهذا التبذير غير المبرر للمال العام ، حيث تساءل الكثيرون: لماذا لم يكتفي الشوباني باقتناء سيارات عادية بأسعار معقولة بدل اختياره اقتناء سيارات فخمة بأسعار خيالية تثقل كاهل ميزانية مجلس هذه الجهة الفقيرة من حيث الموارد . ولفتت ذات المصادر إلى أن هذه الممارسات الجديدة للشوباني تأتي بعد الضجة التي خلقتها فضيحة تخصيصه لثلاثة ملايين درهم في الصيف الماضي ،من ميزانية المجلس لسنة 2017 لاقتناء سيارات جديدة، قبل أن يتراجع مؤقتا في انتظار هدوء العاصفة. وأضافت المصادر أن ساكنة الجهة تستغرب وتستنكر في ذات الوقت هذا التبذير المفرط وإهدار المال العام ، الذي لا مبرر له ، والذي يتم على حساب مصالح حيوية ذات أسبقية تهم التنمية الاجتماعية بالمنطقة، كان حريا به أن يصرف فيها تلك الأموال. يذكر أن أهالي جهة “درعة-تافيلالت” الذين ضاقوا ذرعا بممارسات القيادي في “البيجيدي” ، يخرجون بين الفينة والأخرى للاحتجاج والتنديد بأسلوب تدبير الشوباني لشؤون منطقتهم ، أسلوب يتسم بالمحسوبية والاستئثار بالمال العام وتبذيره في أوجه لا تراعي المصالح للحقيقية للسكان. وتعود آخر تظاهرة احتجاجية نظمها سكان المنطقة إلى ديسمبر الماضي ، عندما خرج أكثر من ثلاثة آلاف شخص بمدينة الراشيدية في وقفة احتجاجية ضخمة، احتجاجا على ما وصفوه ب "جشع" رئيس الجهة وقيادي المصباح . وندد المحتجون بالسجل الفضائحي لرئيس جهة تافيلالت (أفقر جهات المملكة)، الذي يضم قائمة طويلة من الممارسات اللامسؤولة، بدءا بقصة الكوبل الحكومي، مرورا بسيارات توارغ الفارهة، والسعي لاقتناء طائرة هلكوبتر، وانتهاء بمحاولة الاستيلاء (بطرق ملتوية) على مساحات شاسعة من أراضي الجماعات السلالية لاستغلالها في مشاريعه الشخصية بواسطة أشخاص يضعهم في الواجهة.